الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٥٣
13 ولا تعرضنا للتجربة (15) بل نجنا من الشرير (16) 14 فإن تغفروا للناس زلاتهم يغفر لكم أبوكم السماوي 15 وإن لم تغفروا للناس لا يغفر لكم أبوكم زلاتكم.
[الصوم] 16 " وإذا صمتم 17 فلا تعبسوا كالمرائين، فإنهم يكلحون وجوههم، ليظهر للناس أنهم صائمون. الحق أقول لكم إنهم أخذوا أجرهم.
17 أما أنت، فإذا صمت، فادهن رأسك واغسل وجهك، 18 لكيلا يظهر للناس أنك صائم، بل لأبيك الذي في الخفية، وأبوك الذي يرى في الخفية يجازيك.
[الكنز الحقيقي] 19 " لا تكنزوا لأنفكسم كنوزا في الأرض، حيث يفسد السوس والعث، وينقب (18) السارقون فيسرقون. 20 بل اكنزوا لأنفسكم

(15) الترجمة اللفظية: " لا تدخلنا في التجربة ".
ليست التجربة هنا تلك المحنة التي أخضع الله لها إبراهيم، بحسب العهد القديم (تك 22 / 1 و 1 مك 2 / 52 وسي 44 / 20 وعب 11 / 17)، أو شعبه (خر 15 / 25 و 16 / 4 و 20 / 20 وتث 8 / 2 و 13 / 4 وقض 2 / 22 و 3 / 1 و 4 وحك 11 / 9). إنها المحنة التي وردت غالبا في العهد الجديد، وبها يحاول الشيطان أن يهلك فيها من تصيبه (1 قور 7 / 5 و 1 تس 3 / 5 و 1 بط 5 / 5 - 9 ورؤ 2 / 10 وراجع لو 22 / 31). ولذلك لا يقال أبدا في العهد الجديد إن الله يجرب، ويذهب يعقوب (1 / 13) إلى نفيها صراحة (راجع سي 15 / 11 - 12). إلا أنه ما من شئ لا يخضع لسيادة الله، حتى التجربة وسلطان الشيطان. ومن هنا العبارة " لا تدخلنا في التجربة " التي تفترض إمكانية تدخل فعال لله. لا يعقل أن يدخل الله في التجربة كما يدخل في فخ يقع فيه الإنسان، لكنه يستطيع أن يضع أحدا في وضع تجربة، كما دفع الروح يسوع إلى البرية ليجربه الشيطان (متى 4 / 1).
فتلميذ يسوع لا يسأل، بحسب هذا التفسير، ألا يجرب (راجع متى 26 / 41 و 1 قور 10 / 13)، بل أن يجنبه محنة قد لا يقوى على تحملها. والترجمة " لا تعرضنا للتجربة " تفترض جسامة ذلك الاحتمال. وهناك تفسير آخر يستند إلى معاني وزن المزيد الرباعي فلا يترجم " لا تدخلنا "، بل " لا تدعنا ندخل في تجربة "، أي أنقذنا من الدخول في أفكار المجرب ومن التواطؤ معه، أو " من الوقوع في التجربة "، بحسب التعبير الوراد في 1 طيم 6 / 9.
(16) " من الشرير " أي الشيطان (راجع 13 / 19..) أو " من الشر " (راجع 5 / 11 و 6 / 23..) مع الأفضلية للمعنى الأول. هناك مخطوطات كثيرة تضيف هنا عبارة طقسية قديمة: " لأن لك الملك والقوة والمجد للأبد ".
(17) كان اليهود الأتقياء يمارسون، بالإضافة إلى الأصوام الطقسية (اح 16 / 29 و 23 / 27)، أصواما طوعية وهي المقصودة هنا. ومع أن يسوع لا يعلق عليها أهمية كبرى (راجع متى 9 / 14 - 17)، فإنه لا ينكر الصوم في حد ذاته، بل ينتقد فقدان معناه، كما فعل الأنبياء قبله (راجع يوء 2 / 13 وزك 7 / 5): الانفتاح الجذري لله الذي منه ينتظر كل شئ (راجع خر 34 / 28 ودا 9 / 3 ومتى 4 / 2 ورسل 13 / 2 - 3 و 14 / 23).
(18) تلميح إلى نقب " اللبن " الذي كان يستعمل في بناء البيوت الفلسطينية القروية أو إلى ثقب يحفر في الحائط للتسلل إلى البيت (راجع أي 24 / 16 ومتى 24 / 43).
(٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة