الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٣٠٢
" من الرجل الذي قال لك: إحمل فراشك وامش؟ " 13 وكان الذي شفي لا يعرف من هو، لأن يسوع انصرف عن الجمع الذي في المكان. 14 ولقيه يسوع بعد ذلك في الهيكل، فقال له: " ها إنك قد تعافيت، فلا تعد إلى الخطيئة، لئلا تصاب بأسوأ " (7). 15 فذهب الرجل إلى اليهود، فأخبرهم أن يسوع هو الذي شفاه. 16 فأخذ اليهود يضطهدون يسوع لأنه كان يفعل ذلك يوم السبت. 17 فقال لهم: " إن أبي ما يزال يعمل، وأنا أعمل أيضا " (8).
18 فاشتد سعي اليهود لقتله، لأنه لم يقتصر على استباحة حرمة السبت، بل قال إن الله أبوه، فساوى نفسه بالله (9).
[الآب والابن] 19 فقال لهم يسوع:
" الحق الحق أقول لكم:
لا يستطيع الابن أن يفعل شيئا من عنده بل لا يفعل إلا ما يرى الآب يفعله.
فما فعله الآب يفعله الابن على مثاله (10) 20 لأن الآب يحب الابن ويريه جميع ما يفعل وسيريه أعمالا أعظم فتعجبون (11).
21 فكما أن الآب يقيم الموتى ويحييهم فكذلك الابن يحيي من يشاء (12).
22 لأن الآب لا يدين أحدا بل جعل القضاء كله للابن 23 لكي يكرم الابن جميع الناس كما يكرمون الآب:
فمن لم يكرم الابن لا يكرم الآب الذي أرسله.
24 الحق الحق أقول لكم:
من سمع كلامي وآمن بمن أرسلني فله الحياة الأبدية ولا يمثل لدى القضاء بل انتقل من الموت إلى الحياة (13).
25 الحق الحق أقول لكم:
تأتي ساعة - وقد حضرت الآن -

(7) لا يؤكد النص وجود صلة بين الخطيئة والمرض (راجع 9 / 3 و 11 / 4)، بل يوحي بأن عمل يسوع لا يقتصر على شفاء الجسد. فعلى المعافى بمعجزة أن يحيا بعد اليوم بحسب العطية التي نالها.
(8) كان الربانيون الفلسطينيون يميزون بين العمل الخلاق الذي قام به الله والذي انتهى في اليوم السابع (تك 2 / 2) والعمل المتواصل الذي يقوم به الديان الأعظم الهادي عالم البشر إلى اكتماله. يجعل يسوع لعمله الشأن نفسه وفي صميم العمل الدائم الذي يقوم به الآب.
(9) ما يؤكده يسوع يتضمن شأن منزلته الإلهية وفي الوقت نفسه شأن بنوته بالمعنى الصحيح. وسيثير هذا التأكيد ما ورد في الآيات 19 - 30 من مناظرة وتعليق عليها. ويظهر أيضا ما يشير إلى موت يسوع.
(10) لا يعمل الابن أبدا بمعزل عن الآب (8 / 28 و 7 / 16 - 18 و 12 / 49 و 14 / 10 و 7 / 28 و 8 / 42 و 5 / 30)، كما أن الآب لا يخص بنفسه بعض الأعمال:
فإن عمل الواحد مرتبط كله بعمل الآخر، فنشاط يسوع يكشف إذا عن نشاط الآب كشفا كاملا.
(11) تفوق أعمال حياة يسوع العلنية أعماله المتعلقة بحدث الفصح، من دينونة وهبة الحياة الأبدية التي تزدهر في قيامة الأموات (5 / 21 - 30).
(12) كان التقليد اليهودي يؤكد أن الله الحي له القدرة على هبة الحياة. وتشير عبارة " من يشاء " إلى مجانية الاختيار.
(13) إن الذين يؤمنون بالآب الذي يدعوهم عن يد يسوع يشتركون في الحياة الإلهية، فلا تعود الدينونة الأخيرية تعنيهم (راجع 3 / 18).
(٣٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 297 298 299 300 301 302 303 304 305 306 307 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة