الهدى إلى دين المصطفى - الشيخ محمد جواد البلاغي - ج ١ - الصفحة ١٧١
من أجل القول الذي ألقاه الشيطان كما يزعم لو فرضت مطابقتها لما ذكروه من تمني رسول الله (ص).
وأما إذا جعلنا الأمنية بمعنى المتمني وهو الشئ الذي يتمناه الإنسان فلا يطابق قوله تعالى (ألقى الشيطان في أمنيته) بعض المطابقة إلا ما ذكر من أن الأمنية كانت إسلام قومه (ص).
فإن معنى ألقى الشيطان في المتمني هو أن يدخل فيه ما يضره ويشوشه، بل نقول إن معنى قوله تعالى ألقى الشيطان في أمنيته لا بد أن يكون لتركيبه معنى واحد عرفي مقرر وهو ما يرجع إلى موافقة المتمني أو مخالفته. وعلى كل حال لا يطابق جميع ما قيل في بيان الأمنية. وهي أن يقارب الله بينه وبين قومه 2 إسلام قومه 3 كف أذاهم 4 لا يأتيه من الوحي شئ يفرقهم عنه.
وأما تفسير التمني والأمنية بالتلاوة فهو شئ غريب لم يسمع له شاهد إلا شاذ يقال إنه لحسان فلا يحسن حمل القرآن على لغة هذا شأنها.
وأيضا إن المروي عن ابن عباس وابن الزبير أن سورة الحج التي فيها هذه الآية مدنية من دون استثناء لهذه الآية أفلا يعارض هذا ما روي من أن الآية نزلت في مكة في مساء واقعة الغرانيق وفي حينها تعزية لرسول الله من أجلها لأنه كان به رحيما؟ أم تقول إن الله الرحيم برسوله اللطيف بعباده آخر تعزية رسوله عن ورطة الغرانيق ولم ينزل فيها الآية المذكورة إلا بعد مدة من السنين وتنقل في الأمكنة وتقلب في الأحوال التي فات بها مقام التعزية والتدارك، دع هذا كله وقل كيف يذعن عاقل بصدق هذه الحكاية خصوصا على مزاعم المتكلف مع مناقضتها لما في خصوص المقام من سورة النجم في التنديد بالأصنام وبيان كونها باطلا بقوله تعالى 23 (إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم وآباءكم ما أنزل الله بها من سلطان إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس ولقد جاءهم من ربهم الهدى) وأن هذه الآية لتوضح أن حكاية الغرانيق وسجود المشركين في آخر السورة مع رسول الله سرورا بمدح آلهتهم إنما هي تلفيق من غير تدبر افترى المشركين يسجدون في آخر السورة فرحين مسرورين بعد ما سمعوا من التنديد بآلهتهم. والتسفيه لهم بقوله تعالى (إن هي إلا أسماء الآية)، أفلم يكونوا
(١٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الطبعة الثانية: بقلم العلامة الفكيكي - بغداد - الأعظمية 5
2 خطبة الكتاب، الداعي لكتابته 31
3 ذكر بعض المتعرضين للإسلام وكتبهم 32
4 المقدمة الأولى: أسماء كتب اليهود والنصارى والترجمة السبعينية 34
5 الرموز المصطلح عليها، نسخها الموجودة عند الكاتب 35
6 المقدمة الثانية: في دلالة العهدين على اختلاف الأوقات في وحى كتبها، تهور سايل والمتعرب 41
7 المقدمة الثالثة: مخالفة ترتيبها لوحيها 44
8 المقدمة الرابعة: في الحالات المستغربة لأنبياء العهدين عند الوحي 46
9 تذييل فيما يذكره العهد القديم من الحالات الظريفة لأنبيائه في التبليغ 50
10 المقدمة الخامسة: في سيرة بني إسرائيل والملة النصرانية، سيرة بني إسرائيل وتقلبهم في الشرك، سبط يهوذا، يوشيا، وحلقيا ودعواه لوجدان التوراة بعد عدمها 53
11 مكابرة المتكلف وبيان فسادها، عزرا والتوراة 59
12 سيرة بني إسرائيل وأصحاب المسيح وتلاميذه والمعلمين في النصرانية واختلافهم واضطرابهم 63
13 المقدمة السادسة: لا حجة بكتب العهدين، شهادة بعضها على بعض بالتحريف صريحا 68
14 التبديل في التراجم والمطابع 71
15 المقدمة السابعة: في شروط البرهان والجدل، وأخبار الآحاد 74
16 المقدمة الثامنة: في رسالة الرسول وفيها بابان 77
17 الباب الأول وفيه فصول: الفصل الأول: رسالة النبي 77
18 الفصل الثاني: الغاية المطلوبة منها 77
19 الفصل الثالث: عصمة في العقل والنقل 78
20 الفصل الرابع: في الاعتراضات على العصمة 78
21 أجوبتها في تحقيق الحق وكشف الالتباس 82
22 العهدان يكذبان أنبياء هما في التبليغ 83
23 الباب الثاني: تحقيق الحال في نسبة المعاصي والذوب إلى الأنبياء وفيه فصول 92
24 الفصل الأول: في ذكر آدم وما يقال في شأنه 93
25 الفصل الثاني: في ذكر نوح وما قيل في شأنه 93
26 الخمر والعهدين، الخمر والمسيح 100
27 رواية النبيذ ورسول الله (ص)، حقيقة النبيذ 106
28 الفصل الثالث: في شأن إبراهيم وما قيل فيه 109
29 إبراهيم والقرآن والتوراة 114
30 الفصل الرابع: في ذكر إسحاق وما جاء في شأنه 116
31 موسى والكذب على فرعون 118
32 الفصل الخامس: في نبوة يعقوب وما قيل في شأنه 120
33 يعقوب و مخادعته لأبيه 121
34 الفصل السادس: في نبوة يوسف وما جاء في شأنه 123
35 الفصل السابع: في رسالة موسى وما قيل في شأنه 125
36 موسى والقرآن 128
37 موسى والخضر 129
38 قول موسى للسحرة 131
39 موسى والتوراة 133
40 الفصل الثامن: في رسالة هارون وما ذكر في شأنه 135
41 العناية بثبات هارون 137
42 القرآن والسامري وكشف حقيقته 138
43 الفصل التاسع: في رسالة أيوب وما ذكر في شأنه 141
44 الفصل العاشر: في نبوة داود وما ذكر في شأنه 143
45 داود والقرآن: داود والتوراة 144
46 الفصل الحادي عشر: في نبوة سليمان وما ذكر في شأنه 148
47 سليمان والقرآن، سليمان والعهد القديم 150
48 الفصل الثاني عشر: في نبوة اليسع وما ذكر في شأنه 153
49 الفصل الثالث عشر: في نبوة إرميا وما ذكر شأنه 154
50 الفصل الرابع عشر: في نبوة حزقيال وما ذكر في شأنه 155
51 الفصل الخامس عشر: في رسالة المسيح وما قيل في شأنه 156
52 المتكلف والسؤال عليه في الفداء 162
53 نتيجة المقدمة 165
54 الفصل السادس عشر: عصمة رسول الله (ص) محمد خاتم النبيين وما يتعلق بها 167
55 الآيات الشريفة تفسيرها بموهونات الروايات، وأوهام المتكلف جدله بما في العهدين، فلسفة القرآن في القذف تجربة المسيح وحاشاه من الشيطان، العهد الجديد والتلاميذ والشيطان 169
56 المقدمة التاسعة: في بيان ما تثبت به الرسالة وتقوم به لله على الناس الحجة وبيان ما يلزم فيها وما لا يلزم 207
57 المعجز ما هو؟ 213
58 المقدمة العاشرة: في ذكر موانع للنبوة والرسالة الشاهد على كذب ادعائها 218
59 المقدمة الحادية عشرة: في وجوب النظر في دعوى الرسالة 221
60 فصل فيما يتعلق بكيفية النظر 222
61 فصل في أنموذج النظر حسبما شرحنا من قوانينه تمرينا للذهن 224
62 الاحتجاج للمنع من الطلاق 241
63 زربابل و أبيهود و ريسا 251
64 أبيهود واضطراب المتكلف 252
65 ريسا واضطراب المتكلف 253
66 زربابل و نيري 254
67 نتيجة باهضة للمتكلف 256
68 إيليا ويوحنا المسيح 258
69 يوحنا ومعرفته برسالة المسيح 260
70 الأعميان والأعمى 263
71 المجنون و المجنونان 265
72 عدم تواتر كتبهم 267
73 تناقض التعاليم 269
74 التناقض بين التعليم والعمل 270
75 المقدمة الثانية عشرة: في النسخ في الشريعة الإلهية وفيها فصول 275
76 الفصل الأول: في ماهيته وحقيقة المراد عنه في الاصطلاح 275
77 الفصل الثاني: في إمكانه 275
78 الناسخ والمنسوخ في شريعة نوح 279
79 التوراة وشريعة نوح والحيوانات 280
80 التوراة وما قبلها في التزوج بالأخت 280
81 أيضا الجمع بين الأختين في التزويج 280
82 التزوج بالعمة 281
83 يعقوب وليئة 283
84 رسول الله وإظهار الحق والمتكلف 284
85 نسخ التوراة لحكمها في محرقة السهو 285
86 أيضا امرأة الأخ 286
87 التوراة وداود وعمر اللاويين 287
88 التوراة وحزقيال والمحرقة اليومية 288
89 أيضا محرقة السبت 288
90 وأيضا محرقة رأس الشهر 288
91 وأيضا محرقة الفصح 289
92 وأيضا محرقات عيد المظال 289
93 وأيضا ما هو للرئيس وما عليه وعليك تعداد ما فيه من النسخ 290
94 التوراة والمسيح والطلاق والتزوج بالمطلقة 291
95 تعدد الزوجات 295
96 نسخ الإنجيل لحكم التوراة 296
97 و.. التوراة والرسل والختان 297
98 عبد المسيح الكندي 298
99 و... الحيوانات النجسة والمحرم أكلها 300
100 " الذبائح وأحكام الكهنة 303
101 " السبت والأحد والسابع والأول 303
102 " الناموس والأحد والسابع والأول 303
103 " الناموس والعهد الجديد 306
104 " الرسل وبولس وما ذبح للأوثان والمخنوق والدم 308
105 نوح والحيوانات 309
106 امتحان الله لإبراهيم 312
107 عمر اللاوي الموظف للمسكن 313
108 حزقيال وتكليفه 316
109 فينحاس وكهنوت نسله الأبدي 318
110 عالي وكهنوت بيته 319
111 مملكة شاول 319
112 موت حزقيا وشفاؤه 320
113 إنكار المتكلف ما في العهد الجديد 321
114 اللعنة على من لا يقيم الناموس 325
115 الأبد في التوراة والعهد القديم 326
116 استئناف للكلام مع المتكلف 327
117 المتكلف وسر الفداء 330
118 مغفرة الله ورحمته 331
119 الاسلام والمتكلف 337
120 المتكلف والبرهمية والبوذية 339
121 الفداء عند المسلمين 340
122 الفصل الثالث: في وقوع النسخ 340
123 المتكلف والنسخ 342
124 العلماء والمفسرون 343
125 المفسرون والنسخ 343
126 شروط الفتيا 348
127 منسوخ التلاوة 352