هذي هي الوهابية - محمد جواد مغنية - الصفحة ٢٢
فصل الخصومات الإنفاق على المعيار:
إذا آمنت بفكرة، وأنها صواب مئة بالمئة، وعارضك معارض، وقال: بل هي خطأ مئة بالمئة، أو وقف منها موقف المشكك المتردد، فماذا تصنع؟. هل تصر على رأيك بدون حجة ودليل، ويصر هو على قوله كذلك؟. إذن، يبقى النزاع قائما، والمشكلة بدون حل، ما دام كل منكما يفقد قوة الإقناع، ولا ينحسم النزاع إلا بعد أن تتفقا على مبدأ ترجعان إليه يكون هو الحجة، والحكم الفصل.
مثلا - إذا قلت: إن علاج المصاب بذات الرئة هو الفصد، وقال آخر: إن الفصد يضر بصحته، ويعجل بوفاته، كان الحكم بينكما الطبيب المختص بهذا الداء، ومحال أن يقتنع أحدكما بقول الآخر، أو تلزمه الحجة إذا لم تتفقا مسبقا على وجود المعيار والمقياس الذي يميز الصواب من الخطأ. والحق من الباطل.
(٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 ... » »»