التوسل بالنبي (ص) وجهلة الوهابيون - أبي حامد بن مرزوق - الصفحة ٢٨٤
إلى الله إلا بينته لكم)؟ وإذا كان ثابتا فهل الطلب من الأموات أن يدعوا للأحياء مما قاله الرسول صلى الله تعالى عليه وسلم وأمر به وفعله أم لا؟.
ج: نعم! ثبت أن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم قال ذلك، ودعاء الأموات داخل في دعاء الأخ لأخيه الذي لا يمكنكم أن تمنعوه، وقد عرفتنا السنة الصحيحة أنه لا فرق بين الحي والميت في ذلك، وأن الميت يدعو كما يدعو الحي على ما سبق، فإن الموت ليس فناءا أو عدما كما يظنه الجاهلون وإنما هو انتقال من دار إلى دار:
لا تظنوا الموت موتا إنه * لحياة وهو غايات المنى لا ترعكم هجمة الموت فما * هو إلا نقلة من هاهنا ولا نزال نكرر أنه قد دعا آدم عليه الصلاة والسلام وغيره من الأنبياء لنبينا صلى الله تعالى عليه وسلم وأن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم يدعو لأمته في البرزخ، بل آباؤنا يدعون لنا على ما عرفت وتعرف، على أننا نكتفي منكم أن تقولوا إنه مباح لا قربة أو على الأقل لا تكفروا به المسلمين، كما فعل إمامكم محمد بن عبد الوهاب على ما في الهدية السنية وغيرها.
وقد قلنا فيما كتبناه في العدد الثالث من هذه السنة أنه لا وجه لذلك، ولو قد إن الميت لا يمكنه أن يدعو أو يفعل شيئا فإن الغلط على هذا الفرض يكون غلطا في اعتقاد التسبب لا إلهية ولا نزال نكرر أن معتقد السببية في المخلوقات لا وجه لتكفير ولا معنى له، فإن من يجعل غير السبب سببا يكون جاهلا لا كافرا، ويكفي هذا.
س: هل بين الرسول صلى الله تعالى عليه وسلم ما أمر به من الوسيلة في آية المائدة عملا بقوله تعالى: (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك الآية أم لا،؟.
ج: هذا السؤال غير محرر وتقويمه هكذا: هل بين الرسول صلى الله تعالى عليه وسلم الوسيلة التي أمر بها المؤمنون في سورة المائدة)؟ فإن المأمور بالوسيلة في هذا
(٢٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 279 280 281 282 283 284 285 286 287 288 289 ... » »»