كشف الارتياب في أتباع محمد بن عبد الوهاب - السيد محسن الأمين - الصفحة ٥٤
* التاريخ يعيد نفسه * وقد جرى على الملك حسين من طرده من مقر ملكه إلى جدة ثم إلى العقبة ثم نفي الانكليز له إلى جزيرة قبرص ما جرى على سلفه الشريف غالب من خروجه من مكة ومحاصرته في جدة ونفيه إلى مصر ثم إلى سلانيك كما مر. وجرى على الطائف وأهله في هذا العصر نظير ما جرى عليهم في ذلك العصر وفعل الوهابيون في الحجاز في هذا العصر من هدمهم القباب والضرائح ومحوهم آثار سادات الإسلام ومنعهم الحرية المذهبية للمسلمين وإغاراتهم على بلاد المسلمين في العراق وسوريا نظير ما فعلوه في ذلك العصر فأن التاريخ كما يقولون يعيد نفسه.
* هجوم الوهابيين على العراق * وقد تكرر هجوم الوهابيين على أطراف العراق سنة 1345 - 1346 بقيادة فيصل الدويش يقتلون وينهبون وكان نتيجة ذلك أن اشتكى العراقيون إلى الحكومة الانكليزية وقالوا لها إما أن تردعهم أو تترك العراقيين وإياهم ليدفعوا عن أنفسهم فخابرت معتمدها في البحرين ليخابر السلطان ابن سعود فكان جوابه أنه لا علم له بما جرى وسيسأل فيصل الدويش عن ذلك وما زال فيصل الدويش يشن الغارات على أعراب العراق المجاورة لنجد فينهب مواشيهم ويقتل فيهم وقد قرأنا اليوم في الجرائد خبر هجومه عليهم ونهبه وقتله لهم ومطاردة الطيارات البريطانية والجند العراقي لجنوده وإن السلطان ابن سعود أرسل لحكومة العراق يحذرها منه ويقول إنه خارج عن طاعته وغير قادر على ردعه (1).

(1) فاتنا أن نذكر في تاريخ الوهابية بعض أمور فنستدركها هنا نقلا عن خلاصة الكلام في أمراء البلد الحرام. وهي أن محمد بن سعود أمير الدرعية بعدما اتبع محمد بن عبد الوهاب واتخذه وسيلة لاتساع الملك وانقياد الأعراب له اتسع ملكه وملك أولاده من بعده حتى ملكوا جزيرة العرب وكان إذا أراد أن يغزو بلدة كتب كتابا بقدر الخنصر إلى الأعراب فيلبون دعوته ويتحملون على أنفسهم كل ما يحتاجون إليه وإذا نهبوا شيئا يدفعون إليه خمسه ويأخذون أربعة أخماس فإذا ملك القبيلة من العرب سلطها على من دنا منها وهكذا حتى ملك الشرق كله ثم إقليم الحسا والبحرين وعمان ومسقط وقرب ملكه من بغداد والبصرة هذا من جهة الشمال ثم ملك من الجنوب الحرار بأسرها ثم الخيوف ذوات النخيل والحربية والفرع وجهينة وملك ما بين المدينة المنورة والشام حتى قرب ملكه من الشام وحلب وملك العربان الذين بين الشام وبغداد وعربان المشرق والحجاز والقبائل التي حول الطائف ومكة ثم ملك الطائف ودخل مكة بالصلح سنة 1220 بعد حرب الشريف غالب معه نحوا من خمس عشرة سنة وعجزه عنه واستمر فيها إلى غاية سنة 1227 وحاربه محمد علي باشا حتى وصل ابنه إبراهيم باشا إلى الدرعية سنة 1233
(٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 3
2 نسب السعوديين 6
3 تاريخ الوهابيين 12
4 حروب الشريف غالب مع الوهابيين واستيلاؤهم على الحجاز وما فعلوه في الحجاز والعراق وانقطاع الحج في أيامهم 17
5 حروب محمد علي باشا للوهابيين الحجاز ونجد في الحرب العامة الأولى وبعدها 47
6 هجوم الوهابيين على الحجاز واستيلاؤهم عليه 52
7 من مخازي السعوديين 57
8 كيف تحكم البلاد السعودية وتساس 69
9 فضيحة في حريم الملك سعود 73
10 ماذا يجري في السعودية 74
11 كفا آت وظائف الدولة الكبرى عند السعوديين 77
12 مشاهدات سائح سوداني 79
13 حول المؤتمر السعودي 79
14 فتوى الوهابيين في التلغراف والشيعة ومسجد حمزة واتلاف كتب المنطق وغيرها 83
15 دعوى ان كتب الحنابلة هي كتب الوهابية وردها 88
16 مآخذ أحكام الشرع الإسلامي 90
17 شبه الوهابيين بالخوارج 112
18 معتقدات الوهابيين ومحور مذهبهم الذي يدور عليه 118
19 حكم الوهابيين بشرك جميع المسلمين 134
20 من آثام الحكم السعودي 144
21 معتقدات الوهابيين التي كفروا بها المسلمين وحججهم على ذلك وردها 148
22 استدراك 380
23 مستدركات على الطبعة الأولى قصيدة حميدان الشويعر في نسب السعوديين اليهودي 384
24 ما قدمه السعوديون في الحرب الفلسطينية 385
25 قصيدة العقود الدرية 388