نهج الفقاهة - السيد محسن الحكيم - الصفحة ٢٢١
ولا مانع من أن تكون المعاوضة حقيقية مع ابتنائها على أمر ادعائي نظير المجاز الادعائي في الأصول، ويشكل بالفرق بين المقامين بأن المجاز الادعائي إنما لا ينافي الاستعمال الحقيقي لأنه يكفي في كون الاستعمال حقيقيا استعمال اللفظ في معناه الحقيقي وإن جعل المعنى مرآة لأمر غير حقيقي، ولا يكفي في إنشاء المعاوضة مجرد إحضار مفهوم المعاوضة وإن كان مرآة لغيره بل يكون المنشأ حينئذ ذلك الغير لأنه هو المقصود إنشاؤه وايجاده لا مفهوم المعاوضة لكون المفروض أن المفهوم إنما لوحظ مرآة وعبرة إلى غيره فمتعلق القصد هو ذلك الغير المحكي لا نفس الحاكي، ولذا كان استعمال الألفاظ المجازية في العقود والايقاعات لا يخرجها عن كونها إنشاء لمفاهيمها الحقيقية إلى كونها انشاء للمعاني الحقيقية لتلك الألفاظ فاستعمال لفظ البيع في عقد الإجازة لا يجعله انشاء للبيع لا للإجارة كما لعله ظاهر (والذي ينبغي) أن يقال: إن الغاصب إن كان يرى أنه مالك للعين بأن كان الغصب في نظره منشأ لاعتبار ملكيته لها فقصده البيع عن نفسه راجع إلى اعتباره ملكية الثمن لقيامه مقام المبيع الذي يراه مملوكا له، ومثله لا ينافي قصد المعاوضة، بل يلازمه، والذي ينافيه قصد ملكية الثمن لغيره الذي ليس مالكا للمبيع في نظره وإن كان لا يرى نفسه مالكا للعين المغصوبة بأن لا يكون الغصب في نظره منشأ لاعتبار الملكية حقيقة، فقصد كون البيع لنفسه ليس على الحقيقة بل على الادعاء، ومثله لا ينافي قصد المعاوضة الحقيقية وإنما الذي ينافيها قصد البيع لنفسه على الحقيقة، وبالجملة: إن كان المقصود من اشكال أن قصد المعاوضة الحقيقية لغير المالك مع الالتفات إلى ذلك ممتنع فهو في محله، وإن كان المقصود أن بيع الغاصب لنفسه - على ما هو المتعارف - أمر ممتنع فهو - مع أنه خلاف ضرورة العرف - ممنوع جدا لما عرفت إما لكون قصده لنفسه ليس على الحقيقة أو لأنه على الحقيقة في نظره، فلا ينافي قصد المعاوضة. فلاحظ (الوجه الثاني) من وجهي الاشكال أن الفضولي إذا قصد البيع لنفسه فإن تعلقت الإجازة بهذا المضمون كان مقتضاها صيرورة الثمن للفضولي لا للمالك المجيز، وإن تعلقت بغيره لم تكن إجازة
(٢٢١)
مفاتيح البحث: يوم عرفة (1)، البيع (6)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تحقيق في مراد المتعاقدين من الايجاب والقبول 3
2 تحقيق في معنى البيع 4
3 عمل الحر مال أولا 5
4 الفرق بين الحق والملك 6
5 الفرق بين الحق والحكم 7
6 المائز بين ما يقبل الاسقاط وما لا يقبله 8
7 جواز وقوع الحق عوضا في البيع 9
8 كلمات العلماء في تعريف البيع والمناقشات فيها 11
9 استعمال البيع في غير معناه 17
10 اعتبار القول في مفهوم البيع 18
11 البيع اسم للصحيح 20
12 الكلم في المعاطاة 23
13 وجوه المعاطاة 24
14 الدليل على إفادة المعاطاة الملك 27
15 التصرفات الموقوفة على الملك 30
16 نسيان ذكر الاجل في المنقطع 34
17 اشكال شارح القواعد 37
18 اصالة اللزوم 41
19 التمسك بالاستصحاب 42
20 التمسك بعموم لا يحل مال امرئ مسلم 46
21 تحقيق في معنى الوفاء بالعقد 48
22 تنبيهات في أمر مهمة 50
23 المراد من قوله انما يحرم الكلام 53
24 تنبيهات المعطاة 57
25 التنبيه الثاني 60
26 التنبيه الثالث 61
27 التنبيه الرابع 63
28 الإباحة المعوضة 71
29 التنبيه الخامس 74
30 التنبيه السادس 76
31 التنبيه السابع 88
32 التنبيه الثامن 90
33 خصوص ألفاظ عقد البيع 92
34 اعتبار العربية في العقد 97
35 اعتبار الماضوية 97
36 لزوم تقديم الايجاب 99
37 اعتبار الموالاة في العقد 105
38 اعتبار التنجيز في العقد 106
39 من شرط العقد ان يقع كل من الايجاب والقبول في حال يجوز لكل واحد منهما لانشاء 111
40 إذا اختلف المتعاقدان في شروط العقد 115
41 المقبوض بالعقد الفاسد 116
42 قاعدة ما يضمن بصحيحه يضمن بفاسده 118
43 مدرك القاعدة 122
44 قاعدة ما لا يضمن بصحيحه لا يضن بفاسده 126
45 وجوب رد المقبوض بالعقد الفاسد 131
46 ضمان المنافع المستوفاة 133
47 المثلي والقيمي 137
48 حكم عدم وجدان المثل إلا بأكثر من ثمن المثل 146
49 إذا تعذر المثل 147
50 صحيحة أبي ولاد 159
51 بدل الحيلولة 167
52 الكلام في شروط المتعاقدين 180
53 اشتراط قصد مدلول العقد 184
54 عقد المكره 188
55 المكره قاصد للمعنى أولا 190
56 معنى الاكراه 190
57 الاكراه في المحرمات 193
58 الاكراه على الجامع بين أفراد 194
59 الاكراه أحد الامرين أو الأمور 195
60 إكراه أحد الشخصين 196
61 صور الاكراه 197
62 الاكراه على بيع عبد من عبدين 198
63 الاكراه على الطلاق 200
64 تعقيب الرضا للعقد 202
65 الرضا كاشف أو ناقل 203
66 فرع يتعلق بالاكراه 204
67 عقد المملوك 205
68 عقد الفضولي وأدلة صحته 207
69 أدلة بطلان الفضولي 216
70 الفضولي في المعاطاة 227
71 القول في الإجازة 227
72 وجوه الكشف 228
73 الكشف الانقلابي 232
74 ثمرات الكشف والنقل 236
75 تنبيهات في الإجازة 244
76 القول في المجيز 250
77 من باع ثم المجيز 251
78 من باع معتقدا انه غير جائز التصوف فتبين انه جائز التصرف 256
79 القول في العقد المجاز 259
80 العقود المرتبة 259
81 القول في الرد واحكامه 262
82 حكم المشتري مع الفضولي 265
83 قاعدة الغرور 272
84 تعاقب الأيدي 276
85 بيع الفضولي ماله مع مال غيره 283
86 بيع نصف الدار 287
87 بيع ما يقبل التملك مع مالا يقبله 291
88 ولاية الأب والجد 293
89 اعتبار المصلحة في التصرف 295
90 مشاركة الجد للأب 296
91 ولاية النبي (ص) والامام (ع) 297
92 بيع العبد المسلم على الكافر 313
93 إجارة المسلم على الكافر 316
94 ارتهان المسلم عند الكافر 317
95 وقف المسلم على الكافر 318
96 موارد الاستثناء من بيع المسلم على الكافر 319
97 بيع المصحف على الكافر 324
98 القول في شرائط العوضين 325
99 احكام الأراضي الموات 327
100 الأرض العامرة 328
101 الأرض العامرة بعد الموات 330
102 الأرض المفتوحة عنوة 333
103 التصرف في الأرض المفتوحة عنوة 335
104 بيع الوقف 338
105 اقسام الوقف 342
106 صور بيع الوقف 344
107 الوقف المنقطع 358
108 بيع أم الولد 362
109 مواضع الاستثناء من المنع عن بيع أم الولد 365
110 لو كان الدين غير ثمنها 370
111 بيع أم الولد في الكفن 374
112 إذا جني عليها 377
113 لو أسلمت وهي عند الذمي 378
114 لو عجز مولاها عن نفقتها 379
115 بيعها على من تنعتق عليه 380
116 الاستيلاد المسبوق بحق الغير 381
117 لو كان علوقها بعد نذر كونها صدقة 383
118 بيع العين المرهونة 386
119 بيع العبد الجاني 393
120 القدرة على التسليم 393
121 بيع الآبق منفردا 405
122 بيع الضال والمجحود والمغصوب 407
123 بيع الآبق مع الضميمة 408
124 العلم بقدر الثمن 409
125 المكيل والموزون 410
126 بيع المكيل وزنا وبالعكس 413
127 اختلاف البلدان في الكيل والوزن 415
128 المكيل والموزون في عهد الشارع 416
129 اخبار البائع بقدر المبيع 419
130 بيع الثوب والأرض مع المشاهدة 422
131 بيع بعض من متساوي الاجزاء 423
132 بيع صاع من صبرة 428
133 الفرق بين الاستثناء والبيع 431