الدرر السنية في الرد على الوهابية - أحمد زيني دحلان - الصفحة ٣٦
قتل ألف كافر أولى من إراقة دم امرئ مسلم فيجب الاحتياط في ذلك فلا يحكم على أحد من أهل القبلة بالكفر إلا بأمر واضح قاطع للإسلام ورأيت رسالة للشيخ محمد بن سليمان الكردي المدني صاحب الحواشي على مختصر بأفضل في الفقه على مذهب الإمام الشافعي رضي الله عنه قال في تلك الرسالة يخاطب محمد بن عبد الوهاب حين قام بالدعوة وكان محمد بن عبد الوهاب من تلامذة الشيخ محمد بن سليمان المذكور وقرأ عليه بالمدينة المنورة قال في تلك الرسالة يا ابن عبد الوهاب سلام على من اتبع الهدى فإني أنصحك لله تعالى أن تكف لسانك عن المسلمين فإن سمعت من شخص أنه يعتقد تأثير ذلك المستغاث به من دون الله تعالى فعرفه الصواب واذكر له الأدلة على أنه لا تأثير لغير الله تعالى فإن أبي فكفره حينئذ بخصوصه ولا سبيل لك إلى تكفير السواد الأعظم من المسلمين وأنت شاذ عن السواد الأعظم فنسبة الكفر إلى من شذ عن السواد الأعظم أقرب لأنه اتبع غير سبيل المؤمنين قال تعالى ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصير وإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية ا ه‍ والحاصل أن هؤلاء المانعين للزيارة والتوسل قد تجاوزوا الحد فكفروا أكثر الأمة واستحلوا دماءهم وأموالهم وجعلوهم مثل المشركين الذين كانوا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وقالوا إن الناس مشركون في توسلهم بالنبي صلى الله عليه وسلم وبغيره من الأنبياء والأولياء والصالحين وفي زيارتهم قبره صلى الله عليه وسلم وندائهم له بقولهم يا رسول الله نسألك الشفاعة وحملوا الآيات القرآنية التي نزلت في المشركين على خواص المؤمنين وعوامهم كقوله تعالى فلا تدعوا مع الله أحدا وقوله تعالى ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين وقوله تعالى ولا تدع مع الله إلها آخر فتكون من المعذبين وقوله تعالى له دعوة الحق والذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشئ إلا كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه وما دعاء الكافرين إلا في ضلال وقوله تعالى
(٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 ... » »»