الدرر السنية في الرد على الوهابية - أحمد زيني دحلان - الصفحة ٢٩
وتعالى رب جميع المخلوقات فافهم ذلك أنه من التوسل المشروع وفي شرح حزب البحر للإمام زروق قال بعد ذكر كثير من الأخيار اللهم إنا نتوسل إليك بهم فإنهم أحبوك وما أحبوك حتى أحببتهم فبحبك إياهم وصلوا إلى حبك ونحن لم نصل إلى حبهم فيك فتمم لنا ذلك مع العافية الكاملة الشاملة حتى نلقاك يا أرحم الراحمين ولبعض العارفين دعاء مشتمل على قوله اللهم رب الكعبة وبانيها وفاطمة وأبيها أو بعلها وبنيها نور بصري وبصيرتي وسري وسريرتي قال بعض العارفين وقد جرب هذا الدعاء لتنوير البصر وأن من ذكره عند الاكتحال نور الله بصره وذلك من الأسباب العادية وهي لا تأثير لها والمؤثر هو الله تعالى وحده لا شريك له فكما أن الله تعالى جعل الطعام والشراب سببين للشبع والري لا تأثير لهما والمؤثر هو الله تعالى وحده وجعل الطاعة سببا للسعادة ونيل الدرجات جعل أيضا التوسل بالأخيار الذين عظمهم الله تعالى وأمر بتعظيمهم سببا لقضاء الحاجات فليس في ذلك كفر ولا إشراك ومن تتبع أذكار السلف والخلف وأدعيتهم وأورادهم وجد فيها شيا كثيرا في التوسل ولم ينكر عليهم أحد في ذلك حتى جاء هؤلاء المنكرون ولو تتبعنا ما وقع من أكابر الأمة في التوسل لامتلأت بذلك الصحف وفيما ذكر كفاية ومقنع لمن كان بمرأى من التوفيق ومسمع وإنما أطلت الكلام في ذلك ليتضح الأمر لمن كان متشككا فيه غاية الاتضاح لأن كثيرا من المنكرين للتوسل يلقون إلى كثير من الناس شبهات يستميلونهم بها إلى معتقدهم الباطل فعسى أن يقف على هذه النصوص من أراد الله حفظه من قبول شبهاتهم فلا يلتفت إليها ويقيم عليهم الحجة في إبطالها فعليك باتباع الجمهور والسواد الأعظم وإلا كنت مشاقق الله ورسوله ومتبعا غير سبيل المؤمنين وقد قال تعالى ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عليكم بالسواد الأعظم فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية وقال صلى الله عليه وسلم من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه وقد ذكر العلامة ابن الجوزي في
(٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 ... » »»