علموا أولادكم محبة آل بيت النبي (ص) - الدكتور محمد عبده يماني - الصفحة ١٨٧
المطعم بن عدي كان قد ذكر عائشة على ابنه جبير، ولا والله ما وعد أبو بكر شيئا قط فأخلف، وكان هذا سر خروجه في تلك الساعة، فذهب إلى مطعم وعنده زوجته أم جبير، وكانا مشركين ليتحلل من وعده، فسألهما عن بقاء رغبتهما في تزويج ولدهما من عائشة فأسرعت المرأة قائلة: " يا ابن أبي قحافة، لعلنا إن زوجنا ابننا ابنتك أن تصبئه وتدخله في دينك الذي أنت عليه؟. فلم يجبها أبو بكر، وإنما سأل زوجها المطعم بن عدي قائلا:
" ما تقول هذه؟ " فأجاب المطعم: " إنها تقول ذلك الذي سمعت ".
فأسرع أبو بكر فرحا بتحلله من وعده لهما، ولما وصل إلى بيته قال لخولة: (اذهبي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقولي له مرحبا وأهلا).
فعادت خولة بالبشرى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذهب إلى أبي بكر فعقد له عليها وهي يومئذ (في عمرها) بين ست أو سبع سنين (1).
ويروي الرواة ومنهم البخاري ومسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى عائشة والملك يحملها في سرقة (2) من حرير ويقول هذه امرأتك، فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن كان من عند الله يمضه ".
وفي رواية الترمذي: (إن جبريل جاء بصورتها في خرقة من حرير خضراء إلى النبي الكريم صلى الله عليه وسلم فقال هذه زوجتك في الدنيا والآخرة) (3).

(١) جزء من حديث طويل أورده الهيثمي في " مجمع الزوائد " (٩ / ٢٢٥ - ٢٢٧) وقال في الصحيح طرف منه، وروى أحمد بعضه صرح فيه بالاتصال عن عائشة وأكثره مرسل، وفيه محمد بن عمرو بن علقمة وثقه غير واحد وبقية رجاله رجال الصحيح. وأورده الحافظ ابن حجر في " فتح الباري " (٧ / ٢٢٥) وقال " رواه أحمد والطبراني بإسناد حسن ".
والأرجح أنها كانت في التاسعة أو أكثر قليلا.
(٢) سرقة: بفتح السين والراء والقاف أي قطعة قماش من حرير، وأن صورة عائشة كانت فيها.
" فتح الباري " (٧ / ٢٢٤)، " المصباح المنير " (١ / ٢٧٥).
(٣) البخاري رقم (٣٨٩٥، ٥٠٧٨، ٥١٢٥، ٧٠١١، ٧٠١٢) في (مناقب الأنصار) باب (تزويج النبي صلى الله عليه وسلم عائشة وقدومها إلى المدينة وبنائه عليها) وفي (النكاح) باب (نكاح الأبكار) وباب (النظر إلى المرأة قبل التزويج) وفي (التعبير) باب (كشف المرأة في المنام) وباب (ثياب الحريم في المنام)، " فتح الباري " (٧ / ٢٢١، ٩ / ١٢٠). ومسلم رقم (٣٨٨٠) في (المناقب) باب (فضل عائشة - رضي الله عنها) (5 / 661).
(١٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة 11
2 من هم آل البيت 15
3 فضل آل البيت 21
4 السيد والشريف 26
5 آل البيت هل تحل لهم الصدقة 33
6 ماذا تفعل إذا أساء إليك أحد من آل البيت 37
7 مسؤولية آل البيت 43
8 رأس البيت الكريم سيد الأولين والآخرين: محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم 56
9 أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها 59
10 السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها 74
11 الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه 99
12 الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه 118
13 الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه 132
14 استشهاد الحسين رضي الله عنه 145
15 الرأس الشريفة ومدفنه 159
16 علي بن الحسين 161
17 زينب بنت رسول - صلى الله عليه وسلم - ورضي الله عنها 172
18 رقية المهاجرة الصابرة رضي الله عنها 176
19 أم كلثوم رضي الله عنها 178
20 إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم 179
21 أمهات المؤمنين رضي الله عنهن زوجات النبي صلى الله عليه وسلم: السيدة خديجة الكاملة رضي الله عنها 182
22 السيدة سودة بنت زمعة رضي الله عنها 183
23 السيدة عائشة بنت الصديق رضي الله عنها 186
24 السيدة العابدة حفصة بنت عمر رضي الله عنها 193
25 السيدة زينب بنت خزيمة رضي الله عنها 196
26 السيدة هند بنت أبي أمية " أم سلمة " رضي الله عنها 198
27 السيدة زينب بنت جحش رضي الله عنها 203
28 السيدة جويرية بنت الحارث المصطلقية رضي الله عنها 209
29 السيدة صفية بنت حيي رضي الله عنها 211
30 السيدة رملة بنت أبي سفيان " أم حبيبة " رضي الله عنها 214
31 السيدة ميمونة الهلالية رضي الله عنها 216
32 السيدة مارية القبطية رضي الله عنها 232
33 أعمامه صلى الله عليه وسلم: حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه 233
34 العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه 237
35 عماته صلى الله عليه وسلم 241
36 سراريه صلى الله عليه وسلم 243
37 مواليه صلى الله عليه وسلم 244
38 خاتمة 245