فلك النجاة في الإمامة والصلاة - علي محمد فتح الدين الحنفي - الصفحة ١٠٢
عنه ما يسخط الله. وقد مر معنى الخلافة في اللعنة.
وفي (اصطلاحنا) هي نيابة النبوة وهي أيضا على نوعين: خلافة راشدة، وهي خلافة إلهية، والثانية خلافة ضالة لأن صاحبها إما تابع لمستخلفه فهي الأولى، وإما لا، فهي الثانية فخليفة النبي هو من كان موصوفا بأوصاف النبي إلا النبوة، ومن قال سوى ذلك فقد ذهب عن الحق بمراحل، وضل وأضل، " ولقد أضل منكم جبلا كثيرا أفلم تكونوا تعقلون "، " والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم ".
ولما كانت الخلافة والإمامة مما يستلزم طول البيان، لزم علينا ذكرها بقدر الحاجة لأن ما لا يدرك كله لا يترك كله فلنذكرها بعونه تعالى.
إعلم أنه وقع النزاع قديما وحديثنا فيما بين أهل السنة والجماعة، والشيعة الإمامية في مسألة (الخلافة)، وأفتى كل واحد منهم بزعمهم بتفسيق الآخر وتكفيره وادعى بإثبات دعواه من القرآن والحديث، وسبب المغالطة لأهل السنة اشتراط شروط فاسدة للإمامة والخلافة القائمة مقام النبوة، فوجب أن نبين أولا ضرورة النبوة والإمامة حتى تبين غاية الإمامة.
فأقول: أن من البديهيات والمسلمات أنه لا بد للإنسان من قانون كلي ليتميز به عن البهائم والسباع، لأنه إذا كان مطلق العنان، جاهلا بقوانين التمدن، يعسر، بل لا يمكن معيشته في الدنيا فضلا عن الآخرة فإذا يحتاج في حوائجه إلى معلم ما، لعدم انتظامه تمام ضرورياته بنفسه من الأكل والشرب، والقول والفعل، والقيام والقعود، وغيرها، فلا بد له أن يكون تابعا لمتبوع، ولو ادعى بظنه اسنغناءه فظنه فاسد، ودعواه كاسدة كما لا يخفى.
والعقل وإن أدرك حسن الأشياء وقبحها ومنافعها ومضارها لكنه قد لا يدركها لعلة خفية مانعة له لكونه مركبا من القوى النفسانية من الشهوانية والغضبية وغيرها.
ولما كان الإنسان أشرف المخلوقات وأكرمها يرتقى المنازل العليا، ويحصل المدارج القصوى مع موجود العلائق المانعة وكون العوائق الكامنة فكان أحرى أن يمدح مدحا جميلا بخلاف سائر الحيوانات وإذا ثبت عجزه عن الكمالات بأسرها لحاجز عقله ثبت بل لزم احتياجه إلى معلم كامل يجتمع فيه علم مصالح كل فرد وكل مكان وكل زمان حالا ومآلا ما لم يحيطه كل واحد لا بتجربة ولا بقوة ذهنه، ولا يبلغه عمر كل إنسان ولا يقال بإمكان التقنن بالاجتماع لأنا نقول إن العجزة عجزة والجهلة جهلة، ولو اجتمعوا، كما قال عز اسمه " قل لئن اجتمعت الأنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون به ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا "، ويشهد عليه ترميم قوانين سلاطين كل زمان، ولا مبدل لكلمة الله لأنه تعالى قديم حي قادر علام الغيوب عادل سميع، بصير، عليم، حكيم، حليم. ولما ثبت أن كل إنسان ليس بمحيط علم جميع مصالحه في كل الأزمنة بل هو عاجز عن إدراك الكليات، والجزئيات بأسرها فلا بد له من أن يتمسك بقانون يصدر من حكيم قديم حي قيوم دائم قائم قادر عادل سميع بصير غني حميد علام الغيوب بسيط محيط جامع لجميع الصفات الكاملة.
ومن البين أن لا يتعلم من الله تعالى قوانينه كل فرد لكونه محتجبا بالظلمات المادية، ومغلوبا بتسلط القوى المتضادة، والعلائق الدنيوية مع عجزه في نفسه، وجهله في ذاته لزم أن تكون بينه
(١٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 عن الكتاب والمؤلف 3
2 تقاريظ كتاب " فلك النجاة " 5
3 مقدمة المؤلف 13
4 الكتاب الأول غاية المرام في معيار الأمام المقدمة: في لفظ الشيعة ومصداقه 17
5 من نسب من أئمة السنة إلى التشيع 20
6 الباب الأول اختلاف المذاهب ومعيار أهل الحق حديث الثقلين 29
7 تذنيب: من هم أهل البيت (ع) 34
8 تفسير آية المباهلة 34
9 تكملة: في بيان المودة لقربى الرسول (ع) 38
10 الباب الثاني في بيان عدم عمل الأمة بوصية النبي (ص) للتمسك بالثقلين والمودة في القربى الفصل الأول: في ذكر معاوية بن أبي سفيان 43
11 تبصرة: في بغي معاوية 47
12 فصل: في مصالحة علي (ع)، وابنه الحسن (ع) لمعاوية 51
13 الفصل الثاني: في بيان أنصار معاوية وأعوانه 55
14 فصل: في بوائق معاوية بن أبي سفيان 59
15 فصل: نبذة من حالات بعض الصحابة 62
16 تتمة: في رد استلال من قال ان الصحابة كلهم عدول 79
17 فصل: في أحوال يزيد بن معاوية 93
18 فصل: في ذكر معاوية بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان 95
19 فصل: في ذكر مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية 96
20 الباب الثالث الخلافة والإمامة الفصل الأول: الخلافة والإمامة وشروطهما 101
21 فصل: تطابق الصفات المحمدية بالصفات الإلهية 103
22 فصل: في ضرورة الخلافة بعد النبي (ص) وشرائط الخليفة 104
23 صفات الخليفة بعد النبي (ص) 107
24 أدلة أهل السنة لصحة الخلافة 111
25 الدليل الأول: الاجماع 111
26 فصل: في توضيح كيفية انعقاد خلافة الخلفاء الثلاثة 113
27 ذكر احراق عمر بيت فاطمة (صلوات الله عليها) 121
28 استدلال أهل السنة بأمامة أبي بكر 122
29 الدليل الثاني: وصية السلف للخلف 125
30 الدليل الثالث: الشورى 126
31 الدليل الرابع: التسلط والغلبة 129
32 فصل: في بيان اثني عشر خليفة 132
33 الباب الرابع موازنة أوصاف الخلفاء الثلاثة من الايمان والعلم والشجاعة بأمير المؤمنين علي (ع) فصل: في إيمان أمير المؤمنين علي (ع) بالنبي (ص) وملازمته له 137
34 رد الأشكال حول ايمان الأطفال 141
35 فصل: في بيان ايمان أبي بكر الخليفة الأول 142
36 فصل: في إيمان عمر بن الخطاب 143
37 في نبذة من أعمال عمر بن الخطاب 145
38 قضية (القرطاس) 145
39 شرح حديث (القرطاس) 146
40 نتائج حديث (القرطاس) 148
41 فصل: فيما يتعلق بايمان الخليفة الثالث 153
42 تذنيب: في بيان (فدك) 157
43 فصل: في بيان علم أمير المؤمنين علي (ع) 167
44 فصل: في بيان علم أبي بكر 175
45 فصل: في بيان علم الخليفة الثالث عثمان بن عفان 180
46 فصل: في بيان شجاعة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) 182
47 فصل: في بيان فرار الخلفاء الثلاثة في المغازي 187
48 فصل: في فضائل أمير المؤمنين علي (ع) 190
49 فصل: في بيان كون أمير المؤمنين علي (ع) خليفة للنبي (ص) 195
50 تتمة: في أصول الحديث ونقد المؤلفين 213
51 الباب الخامس في أصول الحديث فصل: في توثيق الكتب 227
52 فصل: في توثيق كتب التواريخ والمناقب والحديث 229
53 فصل: في توثيق المحدثين 233
54 الكتاب الثاني ترتيب الصلاة بتطبيق الروايات الباب الأول في بيان تغير الصلاة فصل: في إثبات تغير وصف الصلاة بعد النبي (ص) 239
55 ترك الصلاة والسلام على آل النبي (ص) 240
56 وضع الأحاديث للتقرب من الملوك 245
57 فصل: في التقية والتورية وإخفاء المسائل عمن لا يليق 248
58 الباب الثاني في الطهارة فصل: في المياه 253
59 فصل: فيما يوجب الوضوء وما لا يوجبه 255
60 فصل: في الاستبراء من البول والغائط 257
61 فصل: في صفة الوضوء 258
62 في عدم جواز نسخ القرآن بالسنة والإجماع 268
63 فصل: في سنن الوضوء 269
64 فصل: في الأغسال 269
65 فصل: في التيمم 271
66 الباب الثالث في أحكام الصلاة فصل: في مواقيت الصلاة 275
67 فصل: في الجمع بين الصلاتين 280
68 فصل: في أن الدين يسر 286
69 فصل: في كم يقصر الصلاة 287
70 فصل: في أن القصر في السفر واجب 289
71 فصل: فيمن لا يجب عليه القصر 290
72 فصل: في الأذان 291
73 في صفة الأذان 292
74 فصل: في واجبات الصلاة 296
75 في فرائضها الداخلية 296
76 فصل: في الواجبات الإضافية 303
77 في أذكار الركوع 304
78 فصل: في أن السجدة على الأرض أو على ما أنبتت 309
79 فصل: فصل في كيفية السجود 311
80 فصل: في التشهد 312
81 فصل: في الصلاة على النبي (ص) وآله 315
82 تتمة: ما يتعلق بالتشهد 318
83 الواجب الثامن: التسليم 319
84 فصل: في سنن الصلاة ومندوباتها 322
85 فصل: في إرسال اليدين 329
86 فصل: في كيفية شغل اليدين 332
87 فصل: في التوجيه 332
88 فصل: في القراءة فيما فوق الركعتين 337
89 فصل: في القنوت 338
90 في مد اليدين عند الدعاء 342
91 فصل: في التعقيبات 345
92 فصل: في سجدة اشكر 346
93 في الجماعة 348
94 فصل: من الأحق بالإمامة في الصلاة 349
95 فصل: في رفع اعتراض أهل الجماعة 354
96 فصل: في الصلاة على الميت 355
97 فصل: في رفع اليدين عند تكبيرات الجنازة 360
98 فصل: في وضع الجريدتين في القبر 360
99 تذنيب: في توثيق بعض كتب أهل الشيعة 361