الصحبة والصحابة - حسن بن فرحان المالكي - الصفحة ٧١
الدليل السادس والعشرون:
قول معاوية لكعب الأحبار عندما توقع كعب له بأنه سيكون خليفة بعد عثمان - قال معاوية تقول هذا وهاهنا علي والزبير وأصحاب محمد؟ قال: أنت صاحبها - يعني صاحب الخلافة -) (131).
أولا: لم أجد نصا عن معاوية يدعي أنه من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وهذا الأثر دليل على أنه لم يكن يرى نفسه منهم، وإن كان قد ثبت عنه أنه يقول: قد صحبنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم)... فيقصد الصحبة العامة لا الشرعية، فإن قصد الشرعية فقوله مردود بالكتاب والسنة.
أقول: ومعاوية من الناس الذين اختلف فيهم الناس اختلافا عظيما، بين رافع له، حتى أوصله لمرتبة السابقين، وبين واضع له إلى الشهادة له بالنار، لكن أكثر المهاجرين والأنصار وصالحي التابعين كانوا على ذم سيرته وظلمه، لكنهم لم يكفروه، وإنما يعتبرونه ظالما باغيا.
ويكفي أنه حاربه مع علي نحو سبعين بدريا وثمانمائة من أصحاب بيعة الرضوان، ولم يعتزل قتاله من البدريين يومئذ إلا نحو أربعة أو خمسة، كما لم يعتزل قتاله من أصحاب بيعة الرضوان إلا نحو

(131) السنة للخلال (ص 281، 457) وإسناد صحيح وقد صحح إسناده المحقق، ورواه ابن عساكر بالإسناد نفسه في تاريخه (123 / 59).
وهذا من كعب يقصد الولاية على بلاد الشام لأن بعض نصوص التوراة تتحدث عن مستقبل الشام وأنه سيملكه رجال منهم أبو بكر وعمر وعثمان ومعاوية وابنه.. ولم يذكر النص عليا، لكن خلافته لم تمتد إلى الشام لبغي معاوية ومن معه واستقلالهم بالشام.
(٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 65 66 67 68 70 71 72 73 74 75 76 ... » »»
الفهرست