تثبيت الإمامة - قاسم بن إبراهيم البرسي - الصفحة ١٤
وأقل ما يشير إليه هذا التخبط الذي وقع فيه الفقهاء تجاه هذه الروايات هو أن هناك جهة أخرى محددة أشار إليها الرسول (ص) وإن رفضنا هذه النتيجة فإن كلام الرسول يكون من قبيل العبث إذ كيف يشير إلى اثنى عشر دون أن يحددهم ويحسم الخلاف الذي من الممكن أن يقع من حولهم؟
ولقد وقع هذا الخلاف ولكن ليس من حول أئمة آل البيت (ع) الذين قصدهم الرسول وإنما وقع من حول الحكام الذين حاول الفقهاء إحلالهم مكان الأئمة فهم قد ساندوا الحكام في عزل أئمة آل البيت عن واقع المسلمين ثم اختلفوا من حولهم..
ثم وقفوا من قول رسول الله (ص): من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية 13. نفس الموقف الذي وقفوه من النصوص السابقة..
فقسم منهم ضعف الحديث وأثار من حوله الشبهات.
وقسم آخر وجهه ناحية الحكام كما وجهه النصوص السابقة..
فقول الرسول (ص) من مات ولم يعرف إمام زمانه. إنماء يشير في دلالة واضحة إلى أن الإمامة هي الفيصل بين الحق والباطل وبين الإسلام والجاهلية فمعرفة الإمام تعني معرفة الحق والجهل به يعني السقوط في براثن الباطل والضلال..
ومن غير الممكن أن يكون المقصود بالإمام هو الحاكم فإن هذا يعني أن معرفة الحاكم تعني معرفة الحق وهو ما لم يقل به أحد من أصحاب العقول إلا الفقهاء الذين ساروا في ركاب الحكام.. 14

13 - رواه أحمد في مسنده وفي مسلم (من مات وليس في عنقه بيعه مات ميتة جاهلية) 14 - وهذا يشير إلى أن حديث مسلم يؤكد حديث أحمد فالبيعة المقصودة في الحديث إنما هي للإمام وليست للحاكم.
(١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 ... » »»
الفهرست