يهود بثوب الإسلام - الشيخ نجاح الطائي - الصفحة ٤٩
الداري قد أسلم في سنة تسع هجرية، وكان يسكن المدينة، ثم أنتقل منها إلى الشام، بعد قتل عثمان (1).
وقال عنه ابن حجر العسقلاني: كان راهب أهل عصره، وأول من قص، وذلك في عهد عمر، وصاحب قصة الجساسة (2). وقد قيل أنه أسلم عند منصرف النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من تبوك، حيث قدم إليه تميم مع عشرة من الداريين.
ونصارى الشام وخاصة رجال الدين كان عندهم خبر من عيسى (عليه السلام) بخروج النبي أحمد في الحجاز. وقد أخبر راهب نصراني النبي محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم) بذلك الخبر قبل المبعث النبوي أثناء ذهاب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مع عمه أبي طالب إلى الشام للتجارة، كما أخبر أحد رهبان الشام محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم) بذلك أثناء ذهابه في تجارة خديجة (3). وتوثق هذا الخبر بانتصار النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) على يهود الجزيرة وكفارها، وسيطرته على دولة كبيرة الأطراف تضم اليمن وعمان والبحرين.
وبعد تيقن تميم الداري بذلك وقدومه لإعلان إسلامه، ظهر المنحى المادي الدنيوي بارزا على إسلامه، كما صرح هو.
قال أبو هند الداري: قدمنا على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مكة ونحن ستة نفر تميم بن أوس، ونعيم بن أوس أخوه، ويزيد بن قيس، وأبو هند بن عبد الله - وهو صاحب الحديث - وأخوه الطيب بن عبد الله، فسماه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عبد الرحمن وفاكه بن النعمان فأسلمنا، وسألنا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يقطعنا من أرض الشام، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): سلوا ما شئتم. فقال تميم: أرى أن نسأله عن بيت المقدس وكورها، فقال أبو هند: وكذلك يكون فيها ملك العرب، وأخاف أن لا يتم لنا هذا، فقال تميم:

(١) كتاب الإستيعاب بهامش الإصابة، ابن عبد البر الأندلسي ١ / ١٨٤ ط. أولى دار إحياء التراث.
(٢) الإصابة لابن حجر ١ / ١٨٤.
(٣) تاريخ الطبري ٢ / 35.
(٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الإهداء 5
2 المقدمة 7
3 الباب الأول: الدوافع السياسية 11
4 الفصل الأول: دوافع كعب الأحبار في دخوله الإسلام؟ 13
5 الفصل الثاني 16
6 1 - دوافع عمر في استخدام كعب وتميم وأمثالهم 16
7 2 - من طلب من كعب السكن في المدينة؟ 17
8 الباب الثاني: يهود متلبسون بالاسلام 21
9 الفصل الأول: زيد بن ثابت 23
10 الفصل الثاني: الوليد بن عقبة 25
11 الفصل الثالث: 1 - محمد بن مسلمة 27
12 2 - حليف بني عبد الأشهل 28
13 3 - علاقته مع خيار الصحابة 29
14 4 - مأمور عمر الخاص 31
15 5 - اليهود السابقون ومناصبهم السياسية 32
16 6 - من سمي محمدا في الجاهلية 33
17 7 - مقتل كعب بن الأشرف اليهودي 34
18 8 - تعظيم صورة ابن مسلمة 35
19 9 - روايات مزيفة 36
20 10 - اغتيال محمد بن مسلمة 37
21 11 - أحبار متسترون بالإسلام 38
22 الباب الثالث: المرجعية 39
23 الفصل الأول: المرجعية الدينية في زمن الخلافة 41
24 الفصل الثاني: تميم الداري أول من قص في مسجد الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) 53
25 الفصل الثالث: 1 - كعب الأحبار والمرجعية 59
26 2 - رجوع معاوية إلى كعب ودعمه له 64
27 الباب الرابع: دعوة اليهود للكفر 67
28 الفصل الأول: 1 - كعب يعرف جنة عدن 69
29 2 - كعب: كان الله (تعالى) على صخرة بيت المقدس في الهواء! 70
30 الفصل الثاني: 1 - سؤال عن المستقبل وعن الدجال 72
31 2 - كعب يدعو إلى الكفر 73
32 3 - جسم كعب الله سبحانه ووصم داود بالخطيئة 76
33 الفصل الثالث: 1 - زور كعب حديث اثني عشر خليفة 77
34 2 - عمر بين جوابين مختلفين من علي (عليه السلام) وكعب 79
35 الباب الخامس: رأي كعب في العراق 83
36 الفصل الأول: 1 - سر كره اليهود للروم والعراقيين 85
37 2 - كعب: في العراق عصاة الجن وبها باض إبليس وفرخ 88
38 الفصل الثاني: 1 - تفضيل كعب للشام وأهلها على الحجاز وأهلها 89
39 2 - رغبة كعب في سكن فلسطين 90
40 الباب السادس: اليهود والخلافة 93
41 الفصل الأول 95
42 1 - أسرار خطيرة: تدخل كعب في انتخاب خلفاء المسلمين 95
43 2 - اطلاع كعب على وصية عمر لعثمان 96
44 الفصل الثاني: 1 - كعب نصح عمر بعدم تولية علي (عليه السلام) 99
45 2 - كعب الأحبار رشح معاوية للخلافة 102
46 الباب السابع: تلاميذه ورأيه في النصوص الدينية 105
47 الفصل الأول: كعب رفع مكانة تلاميذه 107
48 الفصل الثاني 109
49 1 - نظرية كعب: اتباع منهج المصلحة والابتعاد عن النص 109
50 2 - نظرية المصلحة واعتماد الرأي 110
51 الفصل الثالث: 1 - أحاديث كعب 114
52 2 - المكذبون لكعب الأحبار 119
53 الباب الثامن: التوراة 127
54 الفصل الأول: 1 - تفضيل كعب للتوراة على القرآن 129
55 2 - دراسة الكتب المقدسة والاستفادة منها 131
56 الفصل الثاني: 1 - نظرة الخليفة إلى كتب أهل الكتاب 139
57 2 - توسل باليهود للشفاء 141
58 الباب التاسع: من الأفضل الكعبة أم بيت المقدس؟ 145
59 الفصل الأول: عمر وكعب في بيت المقدس 147
60 الفصل الثاني: 1 - اقتراح كعب بجعل صخرة اليهود قبلة للمسلمين 149
61 2 - تفضيل كعب لبيت المقدس على الكعبة 150
62 الفصل الثالث: من سمى عمر بالفاروق؟ 151
63 الباب العاشر: اخراج اليهود 153
64 الفصل الأول: من أوصى باخراج اليهود إلى الشام النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أم كعب؟ 155
65 الفصل الثاني: 1 - سلاح اليهود الغدر وبث الفتن واحتكار المال 167
66 2 - خطى اليهود 168