ثم سار عثمان وملوك بني أمية على هذه النظرية لذلك عطل عمر حد المغيرة بن شعبة في الزنا مثلما عطل أبو بكر حد خالد في الزنا مع امرأة مالك بن نويرة وقتله (1).
نظره في الإرث أخبرنا داود بن أبي عامر قال: أتي زياد في رجل ترك عمة وخالة فقال:
أتدرون كيف قضى فيها عمر بن الخطاب؟ والله إني لأعلم الناس بقضاء عمر فيها.
جعل الخالة بمنزلة الأخت، والعمة بمنزلة الأخ فأعطى العمة الثلثين والخالة الثلث (2). وهذا القضاء لعجيب، ما أنزل الله تعالى به من سلطان.
نظرية عمر الفقهية انشغل عمر بالعمل والكسب في زمن النبي (صلى الله عليه وآله) فحال بينه وبين حضور مجالس النبي (صلى الله عليه وآله) كثيرا.
وهذا الكسب هو الذي منعه من تعلم الفقه الإسلامي جيدا فبقى يسأل عن الأحكام ويفتي بما لا يطابق الشرع. ولقد التفت عمر إلى ذلك فمنع الأخذ منه في قضية إرث الجد. وبلغت آراءه في إرث الجد حوالي المئة رأي.
وفي الفقه خالف عمر النبي محمدا (صلى الله عليه وآله)، فشرع ما أعجبه، وترك ما لا يعجبه، جاعلا من الفقه قضية ذوقية وشخصية أحيانا. فلقد قال: متعتان كانت على عهد رسول الله أحرمهما (3).