منع تدوين الحديث - السيد علي الشهرستاني - الصفحة ٤٦
فاتضح لك أن أسباب منع تدوين الحديث، اختلفت بين فترة وأخرى:
إذ كان المنع في العصر الإسلامي الأول - على عهد الشيخين - لسد العجز الفقهي عند الخليفة وتحكيم ركائز حكمهم ودفع خصمهم.
وأما في العهد الثاني فجاء لتحكيم ما سن على عهد الشيخين وعدم الأخذ بغيرهما.
وأما في العهد الأموي فكان بشكل مفضوح، للمخالفة مع علي بن أبي طالب وأهل بيته.
وقد فصلنا الحديث عن هذه المراحل وغيرها في كتابنا المزبور، فمن شاء المزيد فليراجعه.
وبعد هذا، فلا يمكن حصر سبب منع تدوين الحديث في المخالفة مع فضائل أهل البيت في جميع العصور بعد ما عرفت احتياجات العهود الثلاثة السابقة.
بعد هذا التلخيص نأتي لنستلهم من هذا البحث العلمي موضوعا مهما، ألا وهو تقييم السنة عند الفريقين " الشيعة الإمامية وأهل السنة والجماعة "، إذ السنة النبوية قد مرت عند أهل السنة والجماعة بمراحل:
1 - مرحلة منع تدوين حديث رسول الله.
2 - مرحلة تشريع اجتهاد الصحابي، أي: سيرة الشيخين أولا ثم تطويرها إلى تحكيم اجتهادات جميع الصحابة و...
3 - جمع موقوفات الصحابة مع مرفوعات الرسول في مدونات، وذلك على عهد المروانيين، الذين كان زمانهم أشد الأزمنة عداوة لأهل البيت، وهذا يعني أنهم منعوا تدوين حديث رسول الله، ثم شرعوا الرأي في دائرة الفراغ، ثم
(٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 37 38 39 40 41 43 44 45 46 47 48 » »»
الفهرست