منع تدوين الحديث - السيد علي الشهرستاني - الصفحة ٢٥
الحديث المروي في كتب الشيعة وكتب جميع مخالفينا يتضمن ضروب الخطأ وصنوف الباطل من محال لا يجوز أن يتصور ومن باطل قد دل الدليل على فساده كالتشبيه و...).
فنحن لو أردنا التوقف وقبول ما صحت روايته سندا للزمنا القبول بحديث أبي هريرة عن خلقة العالم والمخالف لصريح القرآن في سبع آيات من سبع سور منه بأنه عز وجل خلق العالم في ستة أيام، إذ جاء عن أبي هريرة عن رسول الله أنه قال: " خلق الله التربة يوم السبت وخلق منها الجبال يوم الأحد وخلق الشجر يوم الاثنين "، وأخذ يعدد خلق الأشياء في سبعة أيام.
وعليه، فلا يمكن اعتبار السند هو الضابط الأول والأخير لمعرفة الضعيف والصحيح من الأخبار، بل يجب عرض الخبر على الأصول الثابتة والأخبار المتواترة ولحاظ تطابق ذلك معها أو لا.
وبعد هذه المقدمة نأتي لتوضيح وإجابة ما طرحناه، وهل أن المنع هو نبوي أم جاء من قبل الشيخين، وأن ذلك يتوافق مع أي الاتجاهين؟
الجواب:
نحن نعلم أن الإسلام يمدح العلم ويدعو إلى التفقه في الدين، وأنه قد بدأ ب‍: ﴿إقرأ باسم ربك الذي خلق﴾ (1) وختم ب‍: " ائتوني بالدواة والكتف " (2)، أي أنه كان يدعو إلى التحديث والتدوين.

١ - العلق: ١.
٢ - انظر: صحيح البخاري كتاب العلم 1 / 39 وكتاب المغازي باب مرض النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) 6 / 11، الملل والنحل للشهرستاني 1 / 21، مسند أحمد 1 / 336، المصنف لعبد الرزاق 5 / 438.
(٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 ... » »»
الفهرست