مقدمة في أصول الدين - الشيخ وحيد الخراساني - الصفحة ٣٦٥
التكبيرات السبع التي كبرها رسول الله (صلى الله عليه وآله) فرضعت له الحجب السبعة ليلة الإسراء صار سنة بلسان الحسين (عليه السلام)، ففي الصحيح عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان في الصلاة وإلى جانبه الحسين بن علي، فكبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) فلم يحر الحسين التكبير، ثم كبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) فلم يحر الحسين التكبير، فلم يزل رسول الله (صلى الله عليه وآله) يكبر ويعالج الحسين التكبير فلم يحر، حتى أكمل سبع تكبيرات، فأحار الحسين (عليه السلام) التكبير في السابعة، فقال أبو عبد الله (عليه السلام):
فصارت سنة (1).
فخرق الحجاب بين العباد ورب الأرباب في أول العروج إلى الله، وهو أول الركعة، بلسان الحسين (عليه السلام)، وخرق الحجاب في آخر الركعة وهو السجود بتربة الحسين (عليه السلام).
وفي الصحيح عن إسحاق بن عمار، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إن لموضع قبر الحسين بن علي (عليهما السلام) حرمة معلومة من عرفها واستجار بها أجير، قلت: فصف لي موضعها جعلت فداك. قال: امسح من موضع قبره اليوم، فامسح خمسة وعشرين ذراعا من ناحية رجليه، وخمسة وعشرين ذراعا من خلفه، وخمسة وعشرين ذراعا مما يلي وجهه، وخمسة وعشرين ذراعا من ناحية رأسه، وموضع قبره منذ يوم دفن روضة من رياض الجنة، ومنه معراج يعرج فيه بأعمال زواره إلى السماء، فليس ملك ولا نبي في السماوات إلا وهم يسألون الله أن يأذن لهم في زيارة قبر الحسين (عليه السلام) ففوج ينزل وفوج يعرج (2).
ومع أن العالي لا يميل إلى السافل، ومن في الملكوت لا يلتفت إلى عالم الملك فقد انقلب قبره بمجاورة جسده الشريف، فصار ارفع من السماوات

(٣٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 360 361 362 363 364 365 366 367 368 369 370 ... » »»