مرقد الإمام الحسين (ع) - السيد تحسين آل شبيب - الصفحة ٨
قتل أمير المؤمنين (عليه السلام) الذي هو جزء من هذا المخطط، الذي يستمر في تصفية الذرية الذين أذهب الله عنهم الرجس، فيصل بعدها إلى الإمام الحسن ليقتله بالسم كما هو معروف، ثم أخذ الأمر منحى أكثر شمولية وقسوة حيث تمت تصفية العترة الطاهرة بالحملة في كربلاء.
لقد كانوا يفتخرون بقتل سيد شباب أهل الجنة وأهل بيته، فعندما سأل الحجاج سنان بن أنس، كيف قتلت الحسين؟ قال: دسرته بالرمح دسرا، وهبرته بالسيف هبرا!!
ولم تقتصر جرائم القوم بحق آل البيت (عليه السلام) حتى تعدت إلى أصحابهم المتمسكين بولائهم الذين كانوا يرونهم أكثر جدارة من غيرهم في قيادة الأمة، حتى كان حجر بن عدي ضحية إيمانه الراسخ، وتمسكه بولاء أهل بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فقتله معاوية مع أصحابه الذين استهجن عمله الشنيع هذا عامة المسلمين، فروي أن عائشة قالت لمعاوية، ودخل عليها بالمدينة: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: " يقتل بعذراء سبعة نفر يغضب الله وأهل السماء من قتلهم " (1).
وعبد الله بن عمر أيضا من الذين نقموا على معاوية عند قتله لحجر، ففي رواية البلاذري قال: قال ابن عون: أنبأنا نافع، قال: بلغ ابن عمر قتله (أي حجر) وإنه لمحتب في السوق، فأطلق حبوته ومضى، فسمعت نحيبه (2).
بعد هذا هل وفق طابور الشر من تحقيق مآربه الخبيثة باجتثاث العترة الطاهرة، وتعطيل دورها الرسالي الذي هو امتداد لرسالة سيدنا ونبينا محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)؟
الجواب معروف، لقد تساقط أصحاب الشر الواحد تلو الآخر وقد خذلتهم فراستهم، وخاب ظنهم فأكل الدهر على أخبارهم وشرب حتى أصبحوا نسيا

(١) أنساب الأشراف ٥: ٢٧٤.
(٢) أنساب الأشراف 5: 274.
(٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 3 4 5 7 8 9 11 12 13 14 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة المؤلف 7
2 الفصل الأول كربلاء في التاريخ واللغة 1 - كربلاء 11
3 2 - الطف 18
4 3 - الحاير 20
5 4 - الغاضرية 24
6 5 - نينوى 24
7 6 - شفيه 25
8 7 - العقر 25
9 8 - النواويس 26
10 9 - عين التمر 26
11 الفصل الثاني اخبار رسول الله (ص) بمقتل الحسين (عليه السلام) في كربلاء المقدمة 29
12 اخبار رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ان الحسين يقتله يزيد 50
13 عبور الأنبياء ومرورهم بأرض كربلاء 53
14 إخبار الامام علي (عليه السلام) بقتل الحسين بأرض كربلاء 56
15 العامة تعلم بمقتله (عليه السلام) في كربلاء 63
16 الحسين (عليه السلام) ينعى نفسه 65
17 خاتمة البحث 69
18 الفصل الثالث فضل كربلاء والحائر الحسيني فضل كربلاء 75
19 فضل الحائر الحسيني 78
20 فضل تربة قبر الحسين (عليه السلام) 83
21 حرمة الطين إلا طين قبر الحسين (عليه السلام) 86
22 تربة الحسين (عليه السلام) شفاء من كل داء 88
23 خلاصة البحث 100
24 الفصل الرابع تاريخ زيارة قبر الحسين (عليه السلام) وفضلها أول من زار القبر الشريف 103
25 فضل زيارة الحسين (عليه السلام) 105
26 الامام الصادق (عليه السلام) وزوار القبر الشريف 110
27 الفصل الخامس الأدوار التي مرت على القبر الشريف البداية الأولى 119
28 الحائر الحسيني في عهد المنصور 122
29 الحائر الحسيني في عهد الرشيد 123
30 عمارة المأمون 128
31 الحائر الحسيني في عهد المتوكل 129
32 عمارة المنتصر بالله سنة 247 ه‍ 141
33 سقوط سقيفة الحائر سنة 273 ه‍ 142
34 عمارة محمد بن زيد الملقب بالداعي الصغير 145
35 عمارة القبر في العهد البويهي 146
36 عمارة بن سهلان الرامهرمزي 151
37 عمارة الحائر على يد الناصر لدين الله سنة 620 ه‍ 155
38 الحائر في العهد المغولي 156
39 عمارة الحائر على يد أويس الجلائري سنة 767 ه‍ 157
40 الحائر المقدس في العهد الصفوي 159
41 الوهابيون والحائر الحسيني 162
42 منارة العبد 168
43 الفصل السادس رأس الحسين (عليه السلام) 171
44 وقفة مع ابن تيمية في كتابه رأس الحسين (عليه السلام) 180
45 المصادر والمراجع 185