مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٦٢ - الصفحة ٢٧١
بسنتي، وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس ".
قال حذيفة: كيف أصنع يا رسول الله إن أدركت ذلك؟
قال: " تسمع وتطيع للأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك، فاسمع له وأطع " (1).
ومثله قوله (صلى الله عليه وآله وسلم) في حديث عبد الله بن مسعود (2): " ستكون بعدي أثرة وأمور تنكرونها ".
قالوا: يا رسول الله! كيف تأمر من أدرك منا ذلك؟
قال (صلى الله عليه وآله وسلم): " تؤدون الحق الذي عليكم، وتسألون الله الذي لكم ". انتهى.
وكان أبو ذر يقول (3): إن خليلي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أوصاني أن أسمع

(١) إن من عرف ما ألم بالمسلمين عند فقد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يعلم أن ذلك الوقت لا يسع نزاعا ولا يليق به إلا الصبر على الأذى والغض على القذى، لأن نزاع المسلمين يومئذ يؤدي إلى اضمحلالهم، ولذا أمرهم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بالصبر. منه (قدس سره).
أقول: هذا إذا صح ذيل هذا الحديث، فيحمل على تلك الفترة العصيبة التي تبعت وفاة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وإلا فإطلاقه باطل، لأنه يدعو للخضوع للظلم والظالم!
ومنه يعلم حال الأحاديث التالية وما يشبهها.
(٢) وقد أخرجه مسلم في ص ١١٨ من الجزء الثاني من صحيحه. منه (قدس سره).
وانظر: مشكاة المصابيح ٢ / ٣٣٥ ح ٣٦٧٢.
(٣) في ما أخرجه عنه مسلم أيضا في الجزء الثاني من صحيحه. منه (قدس سره).
انظر: صحيح مسلم ٦ / 14، شرح السنة 6 / 42.
(٢٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 266 267 268 269 270 271 272 273 274 275 276 ... » »»
الفهرست