مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥٩ - الصفحة ١٣١
فسمعها النبي وكان يكرمها ويحبها، فقال: يا عمة! أتبكين وقد قلت لك ما قلت؟!
قالت: ليس ذلك أبكاني يا رسول الله، استقبلني عمر بن الخطاب، وقال: إن قرابتك من رسول الله لن تغني عنك من الله شيئا.
قال: فغضب النبي، وقال: يا بلال! هجر بالصلاة، فهجر بالصلاة، فصعد المنبر النبي، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: ما بال قوم يزعمون أن قرابتي لا تنفع؟! كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي، فإنها موصولة في الدنيا والآخرة (1).
فإذا كانت مطلق قرابة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لها هذه السمة المعنوية والميزة الشرعية في الدنيا والآخرة، فكيف بابنته التي يرضى الله لرضاها ويغضب لغضبها؟!!
إن عدم تفهمهم، أو عدم ترتيبهم الآثار على تلك الخصائص الإلهية، إنما يكمن وراءه موروث قديم، هو الذي لا يحترم الرئيس إلا ما دام حيا، ولا يعير للبنت أهمية إلا بمقدار أنها " امرأة " لا توازي الرجل ولا تساويه، بل ليس لها أن تطالب بشئ من حقوقها الشرعية والاجتماعية!
10 - اختلال قوانين الإرث وتقعيد قواعد الجاهلية فيه:
قبل توضيح اختلال ميزان قوانين الإرث في هذا العهد، لا بد من إلقاء نظرة عابرة على مكانة المرأة في الجاهلية وصدر الإسلام، إذ إن البنت كانت توأد في التراب في الجاهلية، وذلك ما أخبر به الله في قوله: * (وإذا

(١٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 ... » »»
الفهرست