مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥٩ - الصفحة ١٢٥
وإحياء الموتى، وغيرها.
فكان المشركون يخالفون هذه الأفكار ويعترضون على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، لعدم دركهم كنهها، بل إن مطالبهم كانت تتمثل بأنه: لم لا يكون للنبي ملك عظيم، أو ذهب، وكيف يحيي الموتى؟! وكيف يبعثون بعد الموت؟!
فكلها تدور حول المطالبة بأشياء مادية، محسوسة ملموسة، وعدم الإيمان بالأمور الغيبية.
وقد تناقلت المصادر عن أبي بكر أنه تعامل مع بعض مفردات الغيب تعامل مادة، فقال في حنين: " لن نغلب من قلة "، فلم يرض الله ورسوله بهذه الفكرة، لوجوب الإيمان بكنه المسائل ومدد الغيب، ولذلك نزل قوله تعالى: * (ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم) * (1).
وقد آمن بهذه الظاهرة طائفة من المسلمين، فأخذوا يشككون بمقامات الصالحين وأدوارهم الغيبية، وعدم إمكان اتصالهم بعالم الدنيا لفناء أجسادهم، لعدم تطابق هذا الفهم مع الظواهر الطبيعية والثوابت المادية!
فلو كانت هذه الطائفة قد عرفت مقامات أولئك وما منحهم رب العالمين من مكانة، لما شككوا ولما قالوا جزافا.
وعليه: فالوقوف على أسرار عالم الغيب يجعلنا نفهم وندرك الأمور بعمق أكثر مما نحن فيه، لكونه سبحانه * (شهيد بيني وبينكم) * (2)، وهو القائل: * (ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم

(١٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 ... » »»
الفهرست