مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥٢ - الصفحة ٦١
بالاتفاق " (1).
ونحن إذ نقلنا هذا الكلام بطوله، إنما لأجل ما فيه من دقة نظر الشيخ الطوسي (رضي الله عنه) للمهمة التفسيرية التي يضطلع بها المفسرون لكتاب الله تعالى، وكيف أنه وجه طاقاتهم لخدمة الكتاب العزيز.
دوره في علوم القرآن الكريم:
تقدمت الإشارة إلى خلو تفاسير الشيعة من علوم القرآن الكريم، إلا النزر اليسير في بعضها، لاكتفائهم بالمأثور التفسيري، واقتصارهم عليه، وربما ذكروا شيئا من تلك العلوم اعتمادا على ما ورد منه في الأثر، من دون أن يفردوا ذلك عن التفسير.
وأما الشيخ (قدس سره) فقد أملى عليه منهجه الدقيق في التبيان أن لا يذكر شيئا في تفسير الآية أو تأويلها إلا وله صلة وثقى بذلك، ولهذا أفرد الكلام عن علوم القرآن الكريم في مقدمة تفسيره على فصول، تناول فيها:
أسماء القرآن الكريم وصفاته، وسلامته من التحريف، ونزاهته من طعن الطاعنين وأقوال الملحدين، مع بيان المراد من ظهر القرآن وبطنه، متعرضا إلى مسألة جواز التفسير، وشروط التأويل الصحيح، ونقد التفسير بالرأي، والحكم عليه بعدم الجواز، موضحا المراد بالسورة، وعدد السور، وأسماءها، وتمييز مكيها عن مدنيها، والإشارة إلى القراءات القرآنية، والأحرف السبعة، وإعجاز القرآن الكريم، ومعنى النسخ في القرآن، وإمكان وقوعه، وتوضيح أقسامه، وحكمة وجود المتشابه، والفرق بينه وبين

(١) التبيان ١ / 6 - 7، من مقدمة المؤلف.
(٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 ... » »»
الفهرست