مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥٢ - الصفحة ١٨٦
أما المقدمة:
ففي بيان ما يدل على أن نسبة ذلك المذهب إليهم إنما نشأ من المخالفين، تهمة على العلماء المكرمين، وافتراء على الأئمة المعصومين (عليهم السلام).
وأن نقلهم تلك الأخبار المتضمنة - ظاهرا - لذلك المذهب في كتبهم ليس لكونهم معتقدين بها ومتدينين بظواهرها، بل إما لوصولهم إلى محامل وتأويلات صحيحة لها، أو لتورعهم عن رد خبر منقول عن الأئمة (عليهم السلام) بمحض عدم فهم المعنى.
قال الصدوق أبو جعفر بن بابويه (رحمه الله) في ديباجة كتاب توحيده: إن الذي دعاني إلى تأليف كتابي هذا، أني وجدت قوما من المخالفين لنا ينسبون عصابتنا إلى القول بالتشبيه والجبر، لما وجدوا في كتبهم من الأخبار التي جهلوا تفسيرها، ولم يعرفوا معانيها، ووضعوها في غير موضعها، ولم يقابلوا بألفاظها ألفاظ القرآن، فقبحوا بذلك عند الجهال صورة مذهبنا، ولبسوا عليهم طريقتنا، وصدوا الناس عن دين الله، وحملوهم على جحود حجج الله، فتقربت إلى الله تعالى بتصنيف هذا الكتاب في التوحيد ونفي التشبيه والجبر (1).
وقال في مبحث إبطال الرؤية وتأويل آياتها وطلب موسى إياها: وأما الأخبار التي رويت في هذا المعنى، وأخرجها مشايخنا - رضي الله عنهم - في مصنفاتهم، عندي صحيحة، وإنما تركت إيرادها في هذا الباب خشية

(1) التوحيد: 17.
(١٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 ... » »»
الفهرست