مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥٠ - الصفحة ٣٤
عليهم، كإطاعة الله ورسوله، فهناك " أمة " و " أولوا الأمر " منها، وتلك مطيعة وهؤلاء مطاعون... فكيف يحمل " أولوا الأمر " فيها على " الأمة " يا منصفون؟!
لقد وقع الإمام في ضيق ليس له منه خلاص، بعد أن لم يكن له من الاعتراف بدلالة الآية على العصمة مناص...
يقول: " حمل الآية على الأئمة المعصومين على ما تقوله الروافض، في غاية البعد " ولماذا؟
فيذكر وجوها لو نظرت إليها لضحكت!! أولها وعمدتها:
" إن طاعتهم مشروطة بمعرفتهم وقدرة الوصول إليهم، فلو أوجب علينا طاعتهم قبل معرفتهم كان هذا تكليف ما لا يطاق ".
نقول - مضافا إلى ما تقدم في آية الصادقين -: نعم طاعتهم مشروطة بمعرفتهم وقدرة الوصول إليهم، لكن أي مانع منع الأمة من معرفتهم والوصول إليهم، حتى تكون طاعتهم قبل معرفتهم تكليف ما لا يطاق؟!
وهل كان المنع أو المانع من الأئمة المعصومين أنفسهم أو من غيرهم؟!
ومتى أرادت الأمة الوصول إليهم فلم يمكنهم ذلك؟!
هذا بالنسبة إلى سائر الأئمة المعصومين... أما بالنسبة إلى خصوص أمير المؤمنين... فقد عرفه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منذ يوم الدار... وحتى يوم الغدير، وعرفه القوم، حتى بايعوه كلهم عن رغبة في ذلك اليوم!!
إن هذه التكلفات - في الآية ونحوها - لا تنفع إمام الأشاعرة، عند الحساب في الآخرة، وهذه التمحلات لا تخلص أحدا من الأكابر ولا
(٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 ... » »»
الفهرست