مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥٠ - الصفحة ٢٤٤
وقوله (صلى الله عليه وآله وسلم): (خلفي) متأول على ما كان من يزيد بن معاوية - لعنه الله تعالى - إلى الحسين بن علي (عليه السلام) وأولاده والذين قتلوا معه.
ومنها: ما أخرجه البخاري، عن عمرو بن يحيى بن سعيد بن عمرو ابن سعيد، قال: أخبرني جدي، قال: كنت جالسا مع أبي هريرة في مسجد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بالمدينة ومعنا مروان، قال أبو هريرة: سمعت الصادق المصدوق (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: " هلكة أمتي على يدي غلمة من قريش "، فقال مروان: لعنة الله عليهم غلمة، فقال أبو هريرة: لو شئت أن أقول بني فلان وبني فلان لفعلت، فكنت أخرج مع جدي إلى بني مروان حين ملكوا بالشام، فإذا رآهم غلمانا أحداثا قال لنا: عسى هؤلاء أن يكونوا منهم، قلنا:
أنت أعلم (1). انتهى.
قال ابن حجر المكي في تطهير الجنان واللسان (2): يزيد بن معاوية هو المراد بهذا الحديث.
وقال ابن بطال - كما حكاه عنه الحافظ ابن حجر في (الفتح) (3) -:
جاء المراد بالهلاك في رواية ابن أبي شيبة: أن أبا هريرة كان يمشي في السوق ويقول: اللهم لا تدركني سنة ستين ولا إمارة الصبيان.
قال: وفي هذا إشارة إلى أن أول الأغيلمة كان سنة ستين، وهو كذلك، فإن يزيد بن معاوية استخلف فيها، وبقي إلى سنة أربع وستين

(١) صحيح البخاري ٩ / ٦٠ كتاب الفتن باب ٢، الجامع الصغير ٢ / ٧١٢ ح ٩٥٩٣، التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة - للقرطبي -: ٥٦٢ - ط دار الفكر / ١٤١٠.
(٢) تطهير الجنان واللسان: ٥٣.
(٣) فتح الباري ١٣ / 12.
(٢٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 239 240 241 242 243 244 245 246 247 248 249 ... » »»
الفهرست