مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٤٦ - الصفحة ٢٩٧
عن ملكي وزوال نعمتي، فهربت منه إلى الله تعالى وإليكم.
فقال: (لا بأس عليك) وكتب رقعة صغيرة:
بسم الله الرحمن الرحيم (إن لله في ظل عرشه ظلا لا يسكنه (1) إلا من نفس عن أخيه المؤمن كربة، وأعانه بنفسه، أو صنع إليه معروفا ولو بشق تمرة، وهذا أخوك والسلام).
ثم ختمها ودفعها إلي وأمرني أن أوصلها إليه.
فلما رجعت إلى بلدي صرت ليلا إلى منزله، فاستأذنت عليه وقلت:
رسول الصادق عليه السلام، فإذا أنا به قد خرج إلي حافيا، فلما بصر بي سلم علي وقبل ما بين عيني، ثم قال: يا سيدي! أنت رسول مولاي؟!
قلت: نعم.
قال: فداك عيني إن كنت صادقا! فأخذ بيدي، ثم قال لي: يا سيدي!
كيف خلفت مولاي عليه السلام؟
قلت: بخير.
قال: والله؟
قلت: والله، حتى أعادها علي ثلاثا.
ثم ناولته الرقعة، فقرأها وقبلها ووضعها على عينيه، ثم قال: يا أخي مر بأمرك.

(1) في نسختي (ق) و (ط): (ظلالا لا يملكها)، وما أثبتناه من المصدر، وهو الأنسب.
(٢٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 292 293 294 295 296 297 298 299 300 301 302 ... » »»
الفهرست