مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٤٥ - الصفحة ١٨٥
ويظهرون بمظاهر النسك التي ألفوها في اليهودية والنصرانية.
المبحث الثالث: إحياء السنة:
في غير الرواية والتدوين، تحدثنا الأخبار الدقيقة عن مشكلات أخرى قد تعرضت لها السنة، فتداركها علي:
1 - قال أبو موسى الأشعري: (لقد ذكرنا علي بن أبي طالب صلاة كنا نصليها مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، إما نسيناها، أو تركناها عمدا)!! (1).
إذن هذه الصلاة أيضا قد أصيبت في صورتها، وطريقة أدائها؟!
ثمة شهادة أخرى على ذلك، شاهدها الصحابي الجليل أبو الدرداء، الذي توفي في خلافة عثمان! (2).
* قالت أم الدرداء: دخل علي أبو الدرداء مغضبا، فقلت: من أغضبك؟!
قال: (والله لا أعرف فيهم من أمر محمد صلى الله عليه وآله وسلم شيئا إلا أنهم يصلون جميعا)! (3).
إذن كل شئ قد تغير عن أمر محمد صلى الله عليه وآله وسلم ولم تعد تر تلك السنن التي ميزت المجتمع أيام الرسول، ولم يبق فيهم إلا صورة الاجتماع في الصلاة، الاجتماع وحده، لا سنن الصلاة التي تحدث عنها أبو موسى

(١) مسند أحمد ٤ / ٣٩٢ من طريقين، وهما في الطبعة المرقمة في ج ٥ ح ١٩٠٠٠ و ١٩٠٠٤.
(٢) أنظر ترجمته في: سير أعلام النبلاء ٢ / ٣٥٣، والإصابة ٣ / 46.
(3) مسند أحمد 6 / 443 من طريقين، وهما في الطبعة المرقمة في ج 7 ح 26945 و 26955.
(١٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 ... » »»
الفهرست