مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٤١ - الصفحة ٢٧٤
ولاحظ ابن السراج (ت 316 ه‍) أن هذه العبارة لا تنطبق على واقع البناء بنحو دقيق; لأنها لم تنص على أن محل علامة البناء هو آخر الكمة، ولا تشمل ما يبنى من الكلمات على السكون، فأصلحها بقوله: البناء " أن يبنى آخر الكلمة على حركه غير مفارقة أو سكون غير مفارق " (52).
وعرفه الفارسي (ت 377 ه‍) بقوله: " البناء أن لا يختلف الآخر باختلاف العوامل " (53).
وفيه نوع تسامح; إذ المراد اختلاف حال آخر الكلمة وعلامتها، ويؤخذ عليه تعريفه البناء بأمر عدمي هو (عدم اختلاف الآخر) مع إمكان تعريفه بأمر وجودي.
وقريب منه تعريف السرمري (ت 776 ه‍): " أن لا يتغير آخر الكلام بتغير العوامل عليه " (54)، مع ملاحظة تعبيره ب‍ (الكلام) بدلا من (الكلمة).
وقام الرماني (ت 384 ه‍) باختصار التعريب المتقدم لابن السراج وقال:
" البناء لزوم آخر الكلمة بسكون أو حركة " (55).
وتابعه عليه ابن الأنباري (ت 577 ه‍). (56).
وقال ابن جني (ت 392 ه‍): البناء " لزوم آخر الكلمة ضربا واحدا من السكون أو الحركة، لا لشئ أحدث ذلك فيه من العوامل " (57).
فأضاف قيد (لا لشئ...) احترازا من شمول التعريف لبعض

(٥٢) الموجز في النحو: ابن السراج، تحقيق مصطفى الشويمي وبن سالم دامرجي، ص ٢٨.
(٥٣) الإيضاح العضدي، أبو علي الفارسي، تحقيق حسن الشاذلي فرهود 1 / 15.
(54) شرح اللؤلؤة، السرمري (مخطوط بحوزتي) الورقة 60 الوجه ب.
(55) الحدود في النحو، الرماني (ضمن كتاب رسائل في النحو واللغة) تحقيق مصطفى جواد ويوسف مسكوني، ص 38.
(56) أسرار العربية، ابن الأنباري، تحقيق محمد بهجة البيطار، ص 19.
(57) الخصائص، ابن جني، تحقيق محمد علي النجار، 1 / 37.
(٢٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 266 267 268 269 270 271 272 273 274 275 276 » »»
الفهرست