مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٤١ - الصفحة ٢٦٥
وقال الجرجاني (ت 471 ه‍): الحرف ما جاء لمعنى ليس فيه معنى اسم ولا فعل " (7).
ومثله قول المطرزي (ت 610 ه‍): الحرف ما جاء لمعنى ليس بمعنى الاسم ولا بمعنى الفعل " (8).
وظاهر التعريفين أن الحرف موضوع لمعنى مختلف عن معنى الاسم والفعل، وهما كسابقيهما في عدم تحديد المعنى الاصطلاحي للحرف.
وعرفه الأخفش الأوسط (ت 215 ه‍) بذكر علاماته، فقال: الحرف " ما لم يحسن له الفعل ولا الصفة ولا التثنية ولا الجمع ولم يجز أن يتصرف " (9).
وتابعه على هذه الطريقة ابن السراج (ت 316 ه‍) فقال: " الحرف ما لا يجوز أن يكون خبرا ولا يخبر عنه " (10).
وقد أشكل عليه أبو علي الفارسي بأنه يؤدي إلى دخول بعض الأسماء كضمائر الجر، وضمائر النصب متصلة ومنفصلة، وضمير الفصل; إذ إنها جميعا لا يخبر بها ولا عنها (11).
وانبرى ابن يعيش (ت 643 ه‍) لرد هذا الإشكال بقوله: إن امتناع الإخبار عن الضمائر المذكورة " لم يكن لأمر راجع إلى معنى الاسم، وإنما ذلك لأنها صيغ موضوعة بإزاء اسم مخفوض أو منصوب، فلو أخبر عنها وجب أن ينفصل الضمير المجرور ويصير عوضه ضمير مرفوع الموضع، نحو: (أنت)

(٧) الجمل، عبد القاهر الجرجاني، تحقيق علي حيدر، ص ٦.
(٨) المصباح في علم النحو، المطرزي، تحقيق الدكتور عبد الحميد السيد طلب، ص 61.
(9) الصاحبي، لابن فارس، تحقيق مصطفى الشويمي، ص 86.
(10) أ - الأصول في النحو، لابن السراج، تحقيق عبد الحسن الفتلي، 1 / 43.
ب - الموجز في النحو، لابن السراج، تحقيق مصطفى الشويمي وابن سالم دامرجي، ص 27.
(11) شرح المفصل، لابن يعيش 8 / 4.
(٢٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 260 261 262 263 264 265 266 267 268 269 270 ... » »»
الفهرست