مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٣٩ - الصفحة ٣٠٦
* تقريظ شيخه ابن حمزة الطوسي على الكتاب:
(هذا الكتاب الموسوم بحدائق الحقائق في شرح نهج البلاغة، كتاب جامع لبدائع الحكم، وروائع الكلم، وزواهر المباني، وجواهر المعاني، فاق ما صنف في فنه من الكتب، حاو في فنون من العلم لباب الألباب ونكت النخب، ألفاظه رصينة متينة، ومعانيه واضحة مستبينة، فبالحري أن يمسي لكلام أفصح العرب بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم شرحا، ويقابل بالقبول والاقبال لا يعرض عنه صفحا.
وصاحبه الإمام الأجل، العالم الزاهد، المحقق المدقق، قطب الدين، تاج الإسلام، فخر العلماء، مرجع الأفاضل، محمد بن الحسين بن الحسن الكيدري البيهقي، وفقه الله لما يتمناه، في دنياه وعقباه، قد عب في علوم الدين من كل بحر ونهر، وقلب كل فن مما انطوى عليه الكتاب بطنا لظهر، ولم يأل جهدا في اقتناء العلوم والآداب، وأدأب نفسه في ذلك سحابة نهار عمره كل الآداب، حتى ظفر بمقصوده، وعثر على منشوده.
وها هو منذ سنين يقتفي آثاري، ويعشو إلى ضوء ناري، يغتذي ببقايا زادي، ويطأ مصاعد جوادي، وقد صح له وساغ رواية جميع ما سمعته وجمعته من الكتب الأصولية والفروعية والتفاسير والأخبار والتواريخ وغير ذلك على ما اشتمل عليه فهارس كتب أصحابنا وغيرهم من مشايخي المشهورة، لا سيما الكتاب الذي شرحه هو، وهو نهج البلاغة فإن له أن يرويه بأجمعه عني، عن السيد الشريف السعيد الأجل أبي الرضا فضل الله بن علي الحسني الراوندي، عن مكي بن أحمد المخلطي، عن أبي الفضل محمد بن يحيى الناتلي، عن أبي نصر عبد الكريم بن محمد الديباجي - المعروف بسبط بشر الحافي -، عن السيد الشريف الرضي - رضي الله عنه -، وعن غير هؤلاء (من) مشايخي، وهو حري بأن يؤخذ عنه، وموثوق بأن يعول عليه.
(٣٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 301 302 303 304 305 306 307 308 309 310 311 ... » »»
الفهرست