مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٣٧ - الصفحة ٢٢٨
الخامس ظهور علو مقام ذلك العبد، وسمو مرتبة تلك العبادة (5).
حتى يتأسى به المتأسون (كما قال الله تعالى:) (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة) (الآية (21) من سورة الأحزاب (33)).
السادس حتى يهون الخطب والكرب على سائر الخلق في عالم الكون والفساد، فهذا لطف من الله تعالى ومن أوليائه، بل أعظم نعمة على العباد.
ولذلك قد اجتمع للحسين عليه السلام، من كل ما يتصور - من أنواع البليات والمصيبات - أعظم الأفراد، حتى يتسلى بملاحظته أرباب المصائب (6)، ويتوجه كل مكروب إلى الله تعالى، ويبكي بتذكر ما يوافق كربه وشدته من مصائب الحسين عليه السلام، فيسأل الله كشف كربه، فيقضي حاجته البتة، وقد جربنا ذلك.
وهذه غنيمة أهديت إليك، فاحتفظ بها، بعون الله.

(5) المراد بالعبادة، ذلك البلاء الذي يتحمله العبد قربة إلى الله، وفي سبيل الله ودينه.
(6) وفي هذا المعنى يقول الشيخ عبد الحسين الأعسم (ت 1247 ه‍):
أنست رزيتكم رزايانا التي * سلفت وهونت الرزايا الآتية.
انظر: شعراء الغري 5 / 82.
(٢٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 223 224 225 226 227 228 229 230 231 232 233 ... » »»
الفهرست