مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٣٦ - الصفحة ٣٨٠
أن يوضع اسمه على تأليفه عند طبعها، وكان يقول: (إني لا أقصد إلا الدفاع عن الحق، لا فرق عندي بين أن يكون باسمي أو اسم غيري).
حتى أن يوسف إليان سركيس في كتابه: (معجم المطبوعات) ذكر كتاب (الهدى إلى دين المصطفى) لشيخنا البلاغي - رضوان الله عليه - في آخر الجزء الثاني ضمن الكتب المجهولة المؤلف (5)، وربما كان - قدس سره - يذيل بعضها بأسماء مستعارة ك‍: كاتب الهدى النجفي، وعبد الله العربي، وغيرها.
ومع كل ذلك أصبح أسمه نارا على علم، وبلغت شهرت أقاصي البلاد، وذلك لما عالجه من العضلات العلمية والمناقشات الدينية، حتى أن أعلام أوربا كانوا يفزعون إليه في المسائل العويصة، كما ترجمت بعض مؤلفاته إلى الإنكليزية للاستفادة من مضامينها الراقية.
كان يجيد اللغات العبرانية والفارسية والانكليزية - بعد لغته الأم العربية - ولذلك برع في الرد على أهل الكتاب ودحض أباطيلهم وكشف خفايا دسائسهم.
كما كان متواضعا للغاية، يقضي حاجاته بنفسه، ويختلف إلى الأسواق بشخصه لابتياع ما يلزم أهله، وكان يحمله إليهم بنفسه ويعتذر لمن يروم مساعدته بحمله عنه فيقول له: (رب العيال أولى بعياله).
وكان يقيم صلاة الجماعة في المسجد القريب من داره، فيأتم به أفاضل الناس وخيارهم، وبعد الفراغ من الصلاة كان يدرس كتابه (آلاء الرحمن).
كان لين العريكة، خفيف الروح، منبسط الكف، لا يمزح ولا يحب أن يمزح أحد أمامه، تبدو عليه هيبة الأبرار وتقرأ على أساريره صفات أهل التقى والصلاح.
له في سيد الشهداء الإمام أبي عبد الله الحسين عليه السلام عقيدة

(5) معجم المطبوعات العربية والمعربة 2 / 2024.
(٣٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 375 376 377 378 379 380 381 382 383 384 385 ... » »»
الفهرست