مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٣٤ - الصفحة ١١٢
أصلا " (3)، ومن ثم اعترضوا على ابن مالك حينما قال في ألفيته: " وكلمة بها كلام قد يؤم "، وعدوه من أمراض الألفية التي لا دواء لها " (4).
وقد ذكر الشنواني - دفاعا عن صاحب الألفية - أن " الكلمة تطلق لغة واصطلاحا مجازا على الكلام وحقيقة على المفرد " (5)، وهي دعوى تحتاج إلى دليل من استعمالات النحاة.
ويظهر من ابن الخشاب (ت 567 ه‍) ذهابه إلى أن استعمال الكلمة في المعنى الأول مجاز لغوي أيضا، إذ قال: " أما الكلمة فمنطلقة في أصل الوضع على الجزء الواحد من الكلم الثلاث " (6)، أي: الاسم والفعل والحرف، وهي الألفاظ الدالة على معنى، فيكون إطلاقها على أحد حروف الهجاء مجازا، من باب تسمية الجزء باسم الكل، كإطلاق اليد على الإصبع.
وعليه يكون المعنى الحقيقي للكلمة لغة هو المعنى الثاني فقط، وهو الموافق لمعناها الاصطلاحي، كما سيتضح خلال البحث.
* * * ثانيا - لغات الكلمة:
في الكلمة ثلاث لغات (7):

(٣) حاشية الصبان ١ / ٢٩.
(٤) حاشية الخضري على شرح ابن عقيل ١ / 17، همع الهوامع 1 / 4، حاشية الصبان 1 / 29.
(5) حاشية السجاعي على شرح قطر الندى، ص 7.
(6) المرتجل - لابن الخشاب - ص 21.
(7) مادة (كلم) في كل من: صحاح اللغة للجوهري وتهذيب اللغة للأزهري ولسان العرب لابن منظور، الخصائص لابن جني 1 / 27، شرح شذور الذهب لابن هشام ص 11، شرح الأشموني 1 / 26.
(١١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 ... » »»
الفهرست