مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٣٤ - الصفحة ١٠٦
الأرض وكامنات السماء، إلى فلسفة الكون وخالقه وتفنن في المعارف الإلهية وترسل في التوحيد وصفة المبدأ والمعاد، إلى توسع في أصول الإدارة وسياسة المدن والأمم، إلى تثقيف النفوس بالفضائل وقواعد الاجتماع وآداب المعاشرة ومكارم الأخلاق، إلى وصف شعري لظواهر الحياة، وغير ذلك من شتى المناحي المتجلية في " نهج البلاغة " بأرقى المظاهر، والإمام نراه الإمام في كل ضرب من ضروب الاتجاه، وعبقرية الإمام ظاهرة التفوق على الجميع، بينما نرى أفذاذ الرجال يجدون في أوجه الكمال فلا يبلغونه إلا من الوجه الواحد...
(19) وقال العلامة الجليل الشيخ هادي آل كاشف الغطاء النجفي - المتوفى بها سنة 1361 ه‍ - في كتابه " مستدرك نهج البلاغة " المطبوع سنة 1354 ه‍، ص 3:
إن نهج البلاغة من كلام مولانا أمير المؤمنين، وإمام الموحدين، باب مدينة العلم، علي بن أبي طالب عليه السلام، من أعظم الكتب الإسلامية شأنا، وأرفعها قدرا، وأجمعها محاسن، وأعلاها منازل، نور لمن استضاء به، ونجاة لمن تمسك بعراه، وبرهان لمن اعتمده، ولب لمن تدبره، أقواله فصل، وأحكامه عدل، حاجة العالم والمتعلم، وبغية الراغب والزاهد، وبلغة السائس والمسوس، ومنية المحارب والمسالم، والجندي والقائد.
فيه من الكلام في التوحيد والعدل، ومكارم الشيم، ومحاسن الأخلاق، والترغيب والترهيب، والوعظ والتحذير، وحقوق الراعي والرعية، وأصول المدنية الحقة، وما ينقع الغلة، ويزيل العلة، لم تعرف المباحث الكلامية إلا منه، ولم تكن إلا عيالا عليه، فهو قدوة فطاحلها، وإمام أفضلها.
* * *
(١٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 ... » »»
الفهرست