مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٢٦ - الصفحة ١٤
الزهري في الحديث الصحيح الذي رواه أحمد بن حنبل في " فضائل الصحابة " قال:
حدثنا عبد الرزاق، قال: أنا معمر، قال: سألت الزهري: من كان كاتب الكتاب يوم الحديبية؟
فضحك وقال: هو علي، ولو سألت هؤلاء - يعني بي أمية - قالوا: عثمان (8).
واستعراض باقي الأمثلة يخرجنا عن موضوع البحث الرئيسي، وإنما أردنا التدليل على منهج أولئك في سلب الخصوصية، وجرأتهم على وضع الأحاديث الواهية قبال الأحاديث السليمة.
هذا رغم ميل بعض العلماء إلى أن ولادة حكيم بن حزام في الكعبة ليست فضيلة ولا مكرمة، وإنما كانت اتفاقا ولم تكن قصدا، كما ارتأى ذلك الصفوري وغيره (9).
وأغرق بعضهم نزعا في الضلال، ورمى القول على عواهنه، متحديا ما أثبته مهرة الفن وأئمة النقل، وأخبت كبار العلماء والمؤرخين بصحته، ولم يكترث بأسانيده المتضافرة، وطرقه المتصلة المعتمدة عند كل مؤالف ومخالف، فقال:
" إن حكيم بن حزام ولد في جوف الكعبة، ولا يعرف ذلك لغيره، وأما ما روي أن عليا ولد فيها فضعيف عند العلماء " (10)!!
وقد أجاد الحجة الأردوبادي في الرد عليه، وتفنيد مزاعمه، فراجع أواخر باب " حديث الولادة والمؤرخون ".
ولكن نجد رغم ذلك أن محاولتهم فيما يخص فضيلة المولد الشريف في الكعبة المعظمة باءت بالفشل (11)، فلو رجعنا إلى مصادر الحديث لوجدنا خلالها - مع إثبات

(٨) فضائل الصحابة ٢: ٥٩١ ح ١٠٠٢ طبعة مكة.
(٩) نزهة المجالس ٢: ٢٠٤.
(١٠) أنظر إنسان العيون ١: ٢٢٧.
(١١) قال الحافظ شهاب الدين ابن حجر العسقلاني في الإصابة: ٤ / 269: " كلما أرادوا - يعني بنو أمية - إخمادها وهددوا من حدث بمناقبه لا تزداد إلا انتشارا ".
(١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 ... » »»
الفهرست