مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٢٤ - الصفحة ٧٣
" إن رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم ذهب إلى بني عمرو بن عوف ليصلح بينهم، فحانت الصلاة، فجاء المؤذن إلى أبي بكر فقال: أتصلي للناس فأقيم؟
قال: نعم. فصلى أبو بكر. فجاء رسول الله والناس في الصلاة، فتخلص حتى وقف في الصف، فصفق الناس، وكان أبو بكر لا يلتفت في صلاته.
فلما أكثر الناس التصفيق التفت فرأى رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم، فأشار إليه رسول الله أن أمكث مكانك. فرفع أبو بكر يديه فحمد الله على ما أمره به رسول الله من ذلك، ثم استأخر أبو بكر حتى استوى في الصف، وتقدم رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم فصلى.
فلما انصرف قال: يا أبا بكر ما منعك أن تثبت إذ أمرتك؟ فقال أبو بكر: ما كان لابن أبي قحافة أن يصلي بين يدي رسول الله...).
وقد التفت ابن حجر إلى هذا التعارض فقال بشرح الحديث:
(فصلى أبو بكر. أي: دخل في الصلاة، ولفظ عبد العزيز المذكور: وتقدم أبو بكر فكبر. وفي رواية المسعودي عن أبي خازم: فاستفتح أبو بكر الصلاة وهي عند الطبراني.
وبهذا يجاب عن الفرق بين المقامين، حيث امتنع أبو بكر هنا أن يستمر إماما وحيث استمر في مرض موته صلى الله عليه (وآله) وسلم حين صلى خلفه الركعة الثانية من الصبح كما صرح به موسى بن عقبة في المغازي. فكأنه لما أن مضى معظم الصلاة حسن الاستمرار، ولما أن لم يمض منها إلا اليسير لم يستمر) (188).
وهذا عجيب من ابن حجر!!
فقد جاء في الأحاديث المتقدمة: (فصلى) كما في هذا الحديث الذي فسره؟ ب (أي: دخل في الصلاة): فانظر منها الحديث الأول والحديث السابع من الأحاديث المنقولة عن صحيح البخاري.

(١٨٨) فتح الباري ٢ / 133.
(٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 ... » »»
الفهرست