مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ١٣ - الصفحة ١٤٤
" والذي نفسي بيده لولا أن يقول الناس: زاد عمر في كتاب الله لكتبتها... " وكل ذلك صريح في أنها كانت من القرآن ومما لم ينسخ، وإلا لما أصر عمر على ذلك، ولما جاز له كتابتها في المصحف الشريف.
ومن هنا قال الزركشي: " إن ظاهر قوله: لولا أن يقول الناس... أن كتابتها جائزة وإنما منعه قول الناس، والجائز في نفسه قد يقوم من خارج ما يمنعه، وإذا كانت جائزة لزم أن تكون ثابتة، لأن هذا شأن المكتوب.
وقد يقال: لو كانت التلاوة باقية لبادر عمر - رضي الله عنه - ولم يعرج على مقال الناس، لأن مقال الناس لا يصلح مانعا.
وبالجملة فهذه الملازمة مشكلة، ولعله كان يعتقد أنه خبر واحد والقرآن لا يثبت به وإن ثبت الحكم... " (80).
ومن هنا أيضا: أنكر ابن ظفر (81) في كتابه " الينبوع " عد آية الرجم مما زعم أنه منسوخ التلاوة وقال: " لأن خبر الواحد لا يثبت القرآن " (82).
ومثله أبو جعفر النحاس (83) حيث قال: " وإسناد الحديث صحيح، إلا أنه ليس حكمه حكم القرآن الذي نقله الجماعة عن الجماعة، ولكنه سنة ثابتة... " (84).
ورأينا أن أبيا وابن مسعود قد أثبتا في مصحفهما آية " لو كان لابن آدم واديان.. " وأضاف أبو موسى الأشعري: إنه كان يحفظ سورة من القرآن فنسيها إلا هذه الآية.

(٨٠) البرهان ٢: ٣٩ - ٤٠، الإتقان ٢: ٢٦.
(٨١) وهو: محمد بن عبد الله بن ظفر المكي، له: ينبوع الحياة في تفسير القرآن، توفي سنة ٥٦٥. وفيات الأعيان ١: ٥٢٢، الوافي بالوفيات ١: ١٤١ وغيرهما.
(٨٢) البرهان ٢: ٣٩ - 40، الإتقان 2: 26.
(83) وهو: أبو جعفر أحمد بن محمد النحاس، المتوفى سنة 338. وفيات الأعيان 1: 29، النجوم الزاهرة 3: 300.
(84) الناسخ والمنسوخ: 8.
(١٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 ... » »»
الفهرست