مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ١٣ - الصفحة ١١٦
ابن منصور من طريق مغيرة، عن إبراهيم: في مصحف عبد الله: (حتى تسلموا على أهلها وتستأذنوا). وأخرجه إسماعيل بن إسحاق في أحكام القرآن عن ابن عباس واستشكله. وكذا طعن في صحته جماعة ممن بعده.
وأجيب بأن ابن عباس بناها على قراءته التي تلقاها عن أبي بن كعب.
وأما اتفاق الناس على قراءتها بالسين فلموافقة خط المصحف الذي وقع الاتفاق على عدم الخروج عما يوافقه. وكان قراءة أبي من الأحرف التي تركت القراءة بها - كما تقدم تقريره في فضائل القرآن -. وقال البيهقي: يحتمل أن يكون ذلك كان في القراءة الأول ثم نسخت تلاوته. يعني: ولم يطلع ابن عباس على ذلك " (7).
أقول: وفي هذا الجواب نظر من وجوه:
أولا: إن هذا الجواب - إن تم - فهو توجيه لقراءة ابن عباس، لا لقوله في كتابة المصحف: " أخطأ الكاتب ".
وثانيا: كون هذه القراءة " من الأحرف التي تركت القراءة بها " يبتني على ما رووه من أنه " نزل القرآن على سبعة أحرف " هذا المبنى الذي اختلفوا في معناه وتطبيقه اختلافا شديدا، وذكروا له وجوها عديدة لا يرجع شئ منها إلى محصل (8).

(٧) فتح الباري ١١: ٦.
(٨) يمكن الاطلاع على ما ذكروه بمراجعة مقدمات التفاسير، وكتب علوم القرآن، وفتح الباري في شرح البخاري ٩ / ٢٢ - ٣٠ وغيرها. وقد وقع القوم بالتزامهم بصحة أحاديث نزول القرآن على سبعة أحرف في مأزق كبير جدا وكان عليهم الالتزام بلوازمه الفاسدة التي منها القول بتحريف القرآن وضياع حروف نزل عليها من السماء... ولو أردنا الدخول في هذا البحث لطال بنا المقام، وقد تقدم بعض ما يتعلق به فيما سبق، ويكفى أن نقول بأن المروي صحيحا عن أئمة أهل البيت عليهم السلام: " إن القرآن واحد نزل من عند واحد، ولكن الاختلاف يجئ من قبل الرواة " وفي آخر: " كذبوا أعداء الله، ولكنه نزل على حرف واحد من عند الواحد " [الكافي ٢: ٤٦١ باب النوادر / حديث 12 و 13].
(١١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 ... » »»
الفهرست