مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ١٢ - الصفحة ٧١
أم استبدلوا أهل العلى بك منزلا * فساروا إليه أم أبو الموت كبرا فقال مجيبا للسؤال ودمعه * كسيل جرى من شاهق وتحدرا فلا استبدلوا مني مكانا ولا بهم أخذت رجالا لا وعزة من برا (4) (5) وكيف يطيب العيش من بعدهم وهم * من الناس ما بين الثريا إلى الثرى ولكن دعاهم من براهم فأسرعوا * ملبين للداعي ويا نعم معبرا وساروا ولكن في ثرى الطف عرسوا (5) * بأسد وعنهم قصرت أسد الشرى بيوم سكارى تحسب الناس عنده * وما هم سكارى لكن الحرب حيرا فلله هم نيف وسبعون فارسا * لقد قابلوا سبعين ألفا وأكثرا (10) وما رعبوا بل أرعبوا الموت والعدي * وما ضعفوا والكل للحرب شمرا وقد صيروا السبع الطباق ثمانيا * فعادت أراضي السبع ستا وأقصرا (6) وكل جواد سابح بدمائهم * كما سبحت أهل المكارم في الثرى (7) إذا اعتدلوا قطوا وقدوا إذا اعتلوا * فقط وقد بينهم قد تبعثرا فما وجدوا طعم الأسنة والظبا * وما نالهم إلا سويقا وسكرا (8) (15) فيا نعم أنصارا ويا نعم صفوة * ويا نعم جندا في اللقاء وعسكرا ولما أراد الله جل جلاله * نفوذ القضا فيهم لربهم جرى فخروا على البوغاء لله سجدا * كمثل نجوم حين خرت على الثرى وقام فريد الدين من بعد فقدهم * وصال على الأعداء ليثا غضنفرا فجدل أبطالا وأردى فوارسا * ونكس أعلاما وآخر دمرا (20)

(4) برا: أي برأ، يقال: برأ برا وبرءا وبروءا خلقه من العدم، والبارئ هو الخالق.
(5) عرسوا: نزلوا، يقال: عرس القوم، أي: نزلوا من السفر للاستراحة ثم يرحلون.
(6) هذا المعنى قد تناوله مجموعة من الشعراء، من ذلك قول السيد جعفر الحلي:
أحال أرض العدى نقعا بحملته * وللسماء سما من قسطل سمكا فأنقص الأرضين السبع واحدة * منها وزاد إلى أفلاكها فلكا (7) الثرى: الندى جمع أثراء.
(8) وأروع ما ورد في هذا المعنى هو قول الحاج هاشم الكعبي:
ومروا على مر الطعان كأنه * لديهم جني النحل بل هو أطيب
(٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 ... » »»
الفهرست