لهذا كانت المواجهة - الشيخ جلال الصغير - الصفحة ١١٤
التعليق: هذا الرجل لا زال في كل مرة يكشف لك عن ما ينضح من علم حتى يجبرك على أن تفتح ثغرك إما تعجبا مما يدعي من علم أو سخرية بالذين يقولون إن لديه ثمة علم!.
ففي هذا القول الذي يضحك المثكول من بسطاء أهل العلم يقف المرء مترددا في الحكم على صاحب هذا القول فإما أن يكون هذا الرجل لا يفقه ما يقول أو أنه يحاول التدليس بقوله على من لا يعرف معالم الفكر الأصولي وتفاصيله، فالفرق بين الاثنين من أوضح الواضحات فقاعدة التزاحم تشير إلى أن الإنسان لو ضاقت قدراته التكوينية عن امتثال تكليفين موجهين إليه في آن واحد كأداء الصلاة في ضيق الوقت وإنقاذ الغريق، والوضوء مع قلة الماء وإنقاذ العطشان وأمثالها عند ذلك فإنه يقدم الأهم من بين الحكمين على المهم، ويلحظ هنا أننا نتعامل في هذه القاعدة مع نصين قطعيين ودليلين ثابتين يدفعان باتجاه تحديد وجهة التكليف العملي فالتزاحم قد وقع بين دليلين لحكمين ثابتين ولكن قدرة التكليف العملية لا تتحمل إلا واحدا منهما، عندئذ فإن التكليف سيتعلق بأهم الحكمين.
أما المصالح المرسلة - وهي مما ترفضه الإمامية رفضا تاما - فهي تقوم على أساس حكم ظني بشري أساسه تصور مصلحة معينة، وهذا التصور هو حكم ظني لا يتعامل مع أي دليل قطعي. مما يفسح المجال واسعا أمام التشريع البشري الذي لا علاقة له بالتشريع الإلهي كي يحتل محل المشرع الإلهي. فأين هذا من ذاك رغم أن الفرق بينهما هو نفس الفرق بين الناقة والجمل؟.
ومعلوم أن المنهج الإمامي في الاستنباط يرفض هذه الطريقة لأن تصور المصالح هو أمر اعتباري قد لا يتفق عليه بين شخصين، فما تراه أنت مصلحة ليس بالضرورة أن يبدو لي كذلك، الأمر الذي يجعل الحكم الصادر وفق هذا المبدأ أسيرا للرأي الشخصي واعتباراته والذي مهما أحسنا الظن فيه فهو يبقى خاليا من أي حجية هذا من جهة التشريع أما من جهة الواقع فقد تغيب عن مشرع المصالح المرسلة أبسط المعطيات أو الحيثيات مما يجعله بلا مقياس موضوعي لإصدار الأحكام العملية، وهو بطبيعة الحال يمكن أن يفتح الباب على مصراعيه لأهل الأغراض والأهواء بأن يعيثوا في الأرض فسادا ويأكلوا أموال
(١١٤)
مفاتيح البحث: الظنّ (1)، الصّلاة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة 5
2 الإهداء 9
3 الفصل الأول: حكم المرجعية التاريخي بحق تيار الانحراف 11
4 الفصل الثاني: نماذج من وقائع الانحراف 17
5 تمهيد 19
6 في مسائل التوحيد والعدل والمعاد 25
7 في النبوة 31
8 الأنبياء 43
9 كلمة في البداية 43
10 1 - آدم (ع) 44
11 2 - نوح (ع) 45
12 3 - إبراهيم (ع) 46
13 4 - لوط (ع) 49
14 5 - يعقوب (ع) 49
15 6 - يوسف (ع) 49
16 7 - موسى (ع) 55
17 8 - هارون (ع) 58
18 9 - يونس (ع) 58
19 10 - داود (ع) 58
20 11 - سليمان (ع) 58
21 آصف بن برخيا (ع) 59
22 12 - زكريا (ع) 59
23 13 - يحيى (ع) 60
24 14 - عيسى (ع) 60
25 الرسول (ص) 61
26 في الإمامة وعقيدتنا في أهل البيت (ع) 71
27 أمير المؤمنين (ع) 79
28 الصديقة الزهراء (ع) 83
29 الإمام الحسين (ع) 94
30 السيدة زينب (ع) 94
31 الشعائر الحسينية والحسينيون 95
32 الإمام الكاظم (ع) 100
33 الإمام الرضا (ع) 100
34 الإمام المنتظر (عج) 100
35 التشيع والشيعة 101
36 أحاديث أهل البيت (ع) وعلم الدراية 103
37 الأدعية والزيارات 107
38 في الفقه والأصول 112
39 الشذوذ الفقهي 115
40 فقه وثقافة الخلاعة والإباحية 120
41 في المسألة الفكرية 124
42 قرآنيات 124
43 مخالفات إسلامية عامة 125
44 متفرقات عامة 128
45 قطرة من إناء الذات 131
46 نماذج من ثقافة التناقض والتدليس 131
47 حديث الكساء 131
48 قصة شرب الخمر 131
49 قصة مظلومية الزهراء (ع) 132
50 سهو النبي (ص) 133
51 عصمة النبي والإمام (ع) 133
52 مع خصومة الفكريين 134
53 السيرة الذاتية 139
54 خاتمة 141