فضائل أهل البيت (ع) - محمد حياة الأنصاري - الصفحة ٢٠
أحاديث فدك 51 - حدثنا يحيى بن بكير، حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة، أن فاطمة صلاة الله وسلامه عليها بنت النبي أرسلت إلى أبي بكر تسأله ميراثها من رسول الله مما أفاء الله عليه، بالمدينة وفدك وما بقي من خمس خيبر فقال أبو بكر: إن رسول الله قال: " لا نورث ما تركنا صدقة، إنما يأكل آل محمد في هذا المال " وإني والله! لا أغير شيئا من صدقة رسول الله عن حالها التي كان عليها في عهد رسول الله ولأعملن فيها بما عمل به رسول الله، فأبى أبو بكر أن يدفع إلى فاطمة الزهراء عليها السلام منها شيئا، " فوجدت فاطمة الزهراء على أبي بكر في ذلك فهجرته فلم تكلمه حتى توفيت ".
وعاشت بعد رسول الله ستة أشهر، فلما توفيت دفنها زوجها علي (ع) ليلا، ولم يؤذن بها أبا بكر، وصلى عليها، وكان لعلي (ع) من الناس وجه حياة فاطمة (ع) فلما توفيت استنكر علي (ع) وجوه الناس فالتمس مصالحة أبي بكر ومبايعته، ولم يكن يبايع تلك الأشهر، فأرسل إلى أبي بكر، أن ائتنا ولا يأتنا أحد معك كراهية لمحضر عمر فقال عمر: لا والله! لا تدخل عليهم وحدك فقال أبو بكر: وما عسيتهم أن يفعلوا بي والله، لآتينهم، فدخل عليهم أبو بكر، فتشهد علي (ع) فقال: إنا قد عرفنا فضلك، وما أعطاك الله، ولم ننفس عليك خيرا ساقه الله إليك " ولكنك استبددت علينا بالأمر، وكنا نرى لقرابتنا من رسول الله نصيبا " حتى فاضت علينا أبي بكر، فلما تكلم أبو بكر قال: والذي نفسي بيده!
لقرابة رسول الله أحب إلي أن أصل من قرابتي، وأما الذي شجر بيني وبينكم من هذه الأموال فلم آل فيها عن الخير، و لم أترك أمرا رأيت رسول الله يصنعه فيها إلا صنعته، فقال علي (ع) لأبي بكر: موعدك العشية للبيعة، فلما صلى أبو بكر الظهر رقى المنبر فتشهد وذكر شأن علي (ع) وتخلفه عن البيعة، وغدره الذي اعتذر إليه ثم استغفر وتشهد علي (ع) فعظم حق أبي بكر وحدث أنه لم يحمله على الذي صنع نفاسته على أبي بكر، ولا إنكارا للذي فضله الله به " ولكنا كنا نرى لنا في هذا الأمر نصيبا فاستبد علينا، فوجدنا في أنفسنا ".
فسر بذلك المسلمون وقالوا: أصبت وكان المسلمون إلى علي (ع) قريبا حين راجع الأمر بالمعروف.
" صحيح البخاري " (2 / 609) ح / تخريجه بهذا السياق:
أخرجه ابن سعد في " الطبقات " (2 / 406) و أحمد في " المسند " (1 / 9) ح / 56 بهذا السياق مختصرا وأبو داود في " السنن " (1 / 461) ح / 2968 مختصرا. والنسائي في " السنن الكبرى " (2 / 46) ح / 4463 وفي " الصغرى " (7 / 93) ح / 4141 والإسفرائيني في " المسند " (4 / 253) ح / 6682 مختصرا وابن حبان في " الصحيح " (11 / 152) ح / 4823 مطولا مثله وأيضا (14 / 573) ح / 6607 مفصلا والبيهقي في " السنن الكبرى " (10 / 207) ح / 13683 و (15 / 152) ح / 21087 وأيضا في " دلائل النبوة " (7 / 279) وابن الجارود في " المنتقى " ص / 276 ح / 1098 والطحاوي في " مشكل الآثار " (1 / 34) ح / 94
(٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 ... » »»