شرح القصيدة الرائية ، تتمة التترية - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ٧٨
والأربعين لسائر الناس قلت يا أمير المؤمنين قد كان أبو بكر مع رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - في عريشه. قال يصنع ماذا؟ قال يدبر. قال ويحك يدبر دون رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - أو معه شريكا أم افتقارا من رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - إلى رأيه؟ أي الثلاثة أحب إليك؟ قلت أعوذ بالله أن يكون أبو بكر يدبر دون رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - أو أن يكون معه شريكا أو أن يكون برسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - افتقارا إلى رأيه. قال:
فما الفضيلة بالعريش إذا كان الأمر كذلك؟ أليس من ضرب بسيفه بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - أفضل ممن هو جالس؟ قلت يا أمير المؤمنين: كل الجيش كان مجاهدا، قال صدقت كل مجاهد، ولكن الضارب بالسيف المحامي عن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وعن الجالس أفضل من الجالس. أما قرأت كتاب الله: (لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة وكلا وعد الله الحسنى وفضل الله والمجاهدين على القاعدين أجرا عظيما) : النساء / 95.
قلت: وكان أبو بكر وعمر مجاهدين قال: فهل كان لأبي بكر وعمر فضل على من لم يشهد ذلك المشهد؟ قلت نعم. قال فكذلك سبقه الباذل نفسه فضل أبي بكر وعمر. قلت أجل قال يا إسحاق هل تقرأ القرآن؟ قلت نعم. قال: اقرأ. (هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا) فقرأت منها حتى بلغت (إن الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا) إلى قوله تعالى. (ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا) قال على رسلك: فيمن أنزلت هذه الآيات ؟ قلت في علي - عليه السلام -.
قال: فهل بلغك أن عليا - عليه السلام - حين أطعم المسكين واليتيم والأسير.
(٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 ... » »»