شرح القصيدة الرائية ، تتمة التترية - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ٦٤
هكذا جاء في مروج الذهب ج 5 ص 167 بهامش ابن الأثير وتاريخ اليعقوبي ج 2 ص 213 والعقد الفريد ج 4 ص 328 وشرح النهج لابن أبي الحديد ج 2 ص 82 ط مصر وتاريخ ابن أعثم ص 181.
آثار حرب الجمل تركت حرب الجمل آثارا وأضرارا لا يمكن حصرها إلى يوم القيامة فقد قال اليعقوبي في تاريخه أن قتلى حرب الجمل بلغ نيف وثلاثون ألف قتيل وأقل ما ذكره من القتلى الطبري ج 5 ص 218 - 225 ما يزيد على الستة آلاف.
وليتها انتهت بهذه الأضرار فهي التي أتعبت المسلمين وخلفت تعبا وضعفا في جبهة علي - عليه السلام - وتحريضا وقوة في جبهة معاوية لإثارة حروب أخرى هي حرب صفين وما زهق فيها من الأرواح وتلاها حرب النهروان لما خلفته فتنة الخوارج وانتهت بضربة ابن ملجم الخارجي للأمام علي - عليه السلام - وقتله وتدهور الأوضاع وغلبة آل أمية الفئة الباغية والفتك بالصحابة وذرية رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - والمسلمين وخلق الأحاديث والروايات ودسها وتزويرها وانقسام الأمة الإسلامية إلى مذاهب وفرق. ضلت تتناقلها الأجيال وتئن من الاختلافات الأمة الإسلامية في الشرق والغرب لوقوع الحكم بيد غير أهله وعودة ما محاه الإسلام من أن المسلمين إخوة ينابز بعضهم بعضا والخليفة لا يعرف ولا يحمل من أسس الدين الحنيف ما هو جدير بمقامه وحري بمنصبه بل انقلبت إلى دكتاتورية وحكومة مطلقة ملوكية والملك أو الإمبراطور إنما يسمى خليفة لا غير وأما الدين فقد أفسده الأمويون بدس الأحاديث والعباسيون بخلق المذاهب كل لتثبيت ملكه وعادت العصبيات والمنابزات التي محاها الإسلام.
(٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 ... » »»