شرح القصيدة الرائية ، تتمة التترية - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ٤٥١
له معاوية، بم تشهد يا أبا مريم؟ فقال: أنا أشهد أن أبا سفيان حضر عندي وطلب مني بغيا فقلت له: ليس عندي إلا سمية. فقال: ائتني بها على قذرها ووخرها، فأتيته بها فخلا معها ثم خرجت من عنده وإن استيها ليقطرن منيا، فقال له زياد:
مهلا أبا مريم إنما بعثت شاهدا ولم تبعث شاتما فاستلحقه معاوية.
وإذا بزياد ذلك المضاع ابن البغي والعهر الملوث نسبه والمطعون حسبه يلحقه معاوية وهو خليفة الوقت ولا يأبى أن ينسب الزنا لأبيه والشنار لعائلته وإذا بزياد ينقلب من عدو إلى حميم لمعاوية ومن ود إلى ند إلى علي عليه السلام وآل رسول الله صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين وصحابته وشيعته وإذا به لا يمنعه دين ولا يردعه وجدان ولا ضمير عن إتيان أقسى المظالم وأعظم الويلات على آل بيت الطهارة صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ومواليهم قتلا وفتكا وتنكيلا وغدرا وهدما ونهبا وتشريدا، وإذا بمعاوية يجد فيه ضالته إلى الدمار والشنار والجور والعسف.
قال الحسن عليه السلام: أربع خصال كن في معاوية لو لم يكن فيه منهن إلا واحدة لكانت موبقة. انتزائه على هذه الأرمة بالسفهاء حتى ابتزها أمرها بغير مشورة منهم وفيهم بقايا الصحابة وذوي الفضيلة، واستخلافه ابنه بعده سكيرا خميرا يلبس الحرير ويضرب بالطنابير وادعاءه زيادا وقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) الولد للفراش وللعاهر الحجر، وقتله حجرا، ويلا له من حجر وأصحاب حجر قالها مرتين راجع بذلك تاريخ ابن عساكر ج 5 ص 412 وتاريخ الخلفاء للسيوطي ص 131 وأوائل السيوطي ص 51.
والحقيقة المسلمة التي يقرها جميع أهل الصحاح والمسانيد والسير عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأجمعت عليه الأمة قوله (صلى الله عليه وآله):
الولد للفراش وللعاهر الحجر. فزياد ابن باغية ولد على فراش عبيد مولى الحارث وكان يسمى به أو باسم أبيه أو باسم أمه وقد مر ذلك.
(٤٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 446 447 448 449 450 451 452 453 454 455 456 ... » »»