شرح القصيدة الرائية ، تتمة التترية - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ٤٣٧
بالمعروف وناهيا عن المنكر لا تأخذه في الله لومة لائم ولا ذنب له سوى أنه يوالي أهل بيت الرسالة عليهم الصلاة والسلام ويذب عن دين الإسلام ويتبع الكتاب والسنة ويتبع وصايا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في علي عليه السلام ونبيه وبنيه.
معاوية خرج عن الكتاب والسنة قال تعالى: (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفئ إلى أمر الله) الآية 9 في سورة الحجرات وبها استدل أئمة الفقه على وجوب قتال معاوية باعتبارهم الفئة الباغية ومنهم الإمام الشافعي كما جاء في سنن البيهقي ج 8 ص 171. وما ذكره محمد بن حسن الشيباني الحنفي المتوفى 187 في كتباه الجواهر المضيئة ج 2 ص 26 وأشار إليها القرطبي في تفسيره ج 16 ص 317 واستشهد الزيلعي في نصب الراية ج 4 ص 69 إن الحق كان إلى جانب علي عليه السلام والدليل عليه قول النبي (صلى الله عليه وآله) لعمار تقتلك الفئة الباغية وثبت بالإجماع إنه كان مع علي عليه السلام. كما أيد ذلك إمام الحرمين في كتاب الإرشاد.
هذا وقد مر بأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أوجب على أصحابه بقتال الناكثين (طلحة والزبير في حرب الجمل) والقاسطين (فئة معاوية الباغية القاتلة لعمار بن ياسر) وقد أجمع المسلمون ذلك اليوم إن القاسطين الذين أوجب قتالهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في أحاديثه وأوجب القرآن الكريم قتالهم في الآية الماضية هو معاوية وحزبه وقد أتم أمير المؤمنين عليه السلام حجته عليه بإرسال الوفود والرسل والكتب ودعوتهم إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم وقد وجدنا مماطلة معاوية ومخالفاته ومكره ذكر ذلك الطبري في تاريخه ومنها كتابه إلى معاوية ومن قبله من قريش: ألا وإني أدعوكم إلى كتاب
(٤٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 432 433 434 435 436 437 438 439 440 441 442 ... » »»