شرح القصيدة الرائية ، تتمة التترية - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ٣٧٠
عثمان يدعونه إلى التوبة ويحتجون ويقسمون له بالله لا يمسكون عنه أبدا حتى يقتلوه أو يعطيهم ما يلزمه من الله. راجع الطبري ج 5 ص 116.
ولا ترى في المدينة وخارجها من الأقطار الإسلامية إلا من يتذمر من عثمان ولا ترى له نصيرا سوى بنو أمية ومواليهم المشاركين لهم في النهب والسلب وأمثال خازن بيت ماله المطيع له والذي أثرى على حسابه زيد بن ثابت وحسان بن ثابت الذي أثبت أنه رجل انتهازي ومثله أسيد الساعدي وكعب بن مالك لبلوغ مآربهم الدنيوية الدنيئة وبعدهم لا تجد إلا صارخا متظلما داعيا على عثمان وزمرته. وذلك ما أكده الواقدي. ونقله ابن خلدون ج 2 ص 291 وابن الأثير والطبري ج 5 ص 97 والبلاذري في الأنساب ج 5 ص 60 وفيه ذكروا أولا ما ذكر الطبري من حديث علي عليه السلام مع عثمان لكنهم أضافوا إن عثمان بعد مقالة علي عليه السلام أجابه، والله لو كنت مكاني: ما عنفتك ولا أسلمتك ولا تجنيت عليك إن وصلت رحما وسددت خلة وآويت ضائعا (يريد أولئك المطرودين والملاعين من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الحكم وأولاده) ووليت عمر يوليه، نشدتك الله ألم يول عمر المغيرة بن شعبة؟ وليس هناك قال: نعم. قال: فلم تلومني إن وليت ابن عامر في رحمه وقرابته؟ قال علي عليه السلام ما خبرك إن عمر بن الخطاب كان كل من ولى فإنما يطأ على صماخه، إن بلغه عنه حرف جلبه، ثم بلغ به أقصى الغاية، وأنت لا تفعل صفقت ورفقت على أقربائك، قال عثمان: هم أقربائك أيضا، فقال علي عليه السلام: لعمري إن رحمهم مني لقريبة ولكن الفضل في غيرهم. قال أو لم يول عمر معاوية؟ فقال علي عليه السلام: إن معاوية كان أشد خوفا وطاعة لعمر من برقاء، وهو الآن يبتز الأمور دونك، وأنت تعلمها، ويقول للناس هذا أمر عثمان، ويبلغك فلا تغير على معاوية.
وهاك ما ذكره ابن قتيبة في الإمامة والسياسة ج 1 ص 92 يذكر حديثا لأبي هريرة ولأبي الدرداء وهما يريدان إصلاح الأمر في حرب صفين فيأتيا معاوية
(٣٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 365 366 367 368 369 370 371 372 373 374 375 ... » »»