شرح القصيدة الرائية ، تتمة التترية - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ٣٦٢
وهذا معاوية يدعو ابن عباس إلى بيعته عند صلح الإمام الحسن عليه السلام مع معاوية فبه يهدده ويتهمه بالشركة في قتل عثمان فيجيبه ابن عباس ومما قال:
" فأقسم بالله لأنت المتربص بقتله والمحب لهلاكه والحابس الناس قبلك عنه على بصيرة من أمره، ولقد أتاك كتابه وصريخه يستغيث بك ويستصرخ فما حفلت به حتى بعثت إليه معتذرا بأنك كنت تعلم أنهم لن يتركوه حتى يقتل، فقتل كما كنت أردت ثم علمت عند ذلك أن الناس لن يعدلوا بيننا وبينك فطفقت تنعى عثمان وتلزمنا دمه وتقول: قتل مظلوما، فإن يكن قتل مظلوما فأنت أظلم الظالمين، ثم لم تزل مصوبا ومسددا وجاثما ورابضا تستغوي الجهال، وتنازعنا حقنا بالسفهاء حتى أدركت ما طلبت وإن أدري لعله فتنة ومتاع إلى حين " راجع بذلك شرح النهج لابن أبي الحديد ج 4 ص 58 وله كتاب مثله راجع فيه شرح النهج أيضا ج 2 ص 289 والإمامة والسياسة ج 1 ص 96 وكتاب نصر ص 472.
شهادة علي عليه السلام على معاوية وإذا راجعت شرح النهج لابن أبي الحديد ج 3 ص 411 قول أمير المؤمنين علي عليه السلام في جواب معاوية: " لقد أسهبت في ذكر عثمان، ولعمري ما قتله غيرك ولا خذله سواك، ولقد تربصت به الدوائر وتمنيت له الأماني، طمعا فيما ظهر منك ودل عليه فعلك " ولا بد لمعاوية لتحقق أهدافه ما قام به من خذلان عثمان بعدم إدخال نجدته المدينة وإلحاح عثمان على بقاءه وعدم اعتزاله الحكم حتى يقتل طمعا بالنجدة وإسراع المسلمين بقتله خوف وصول النجدة وفساد الأمر. إذ لو علم عثمان إنه سيخذل لاعتزل الأمر، أو أجاب دعوة المسلمين إلى تنحية الأمويين وكلا الأمرين يهدد معاوية وأهدافه المكنونة. وعليه فإن معاوية عمل عملا بلغ به هدفه إن أمر عثمان على عدم اعتزاله وأسرع المسلمون بقتله وبهذا استغوى معاوية الرعاع
(٣٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 357 358 359 360 361 362 363 364 365 366 367 ... » »»