شرح القصيدة الرائية ، تتمة التترية - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ٢٨٤
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعن الله من تخلف عن جيش أسامة وهم الذين تخلفوا وهذا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عندما يرى اجتماعهم عنده وهو مريض ولا يخفى عليه ما يرنون إليه يطلب القلم والبياض لكتابة العهد فيصده عمر وحزبه الحضور بقوله عندنا كتاب الله بعد أن جاهر إن الرجل ليهجر يعني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولا يجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مناصا سوى طردهم وهذا ما صرح به عمر في خلافته لابن عباس إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إنما أراد كتابة العهد لعلي فصددته وبعد كل ذلك قاما في السقيفة بغصب أعظم منصب وما قاتلهم علي الموصى من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بذلك وهذا إن أبو بكر وعمر لا يكتفيان بغصب الخلافة وحسب بل يريدان تجريد آل البيت عليهم السلام والبيت الهاشمي من جميع الامتيازات المادية والمعنوية. فبدءا بالمادية فسلبا منهم فدكا ومنعا الخمس وإذا بآل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم محرومين من الخمس والصدقات التي لا تحل لهم وكأنهم غير مسلمين ومنعوهم من أي منصب ومفاز في الإمارة. وأما المعنوية فلم يجدوا سوى منع الحديث وتدوينه لإخفاء كل الوصايا والكرامات المنسوبة لعلي وآله عليه وعليهم السلام وبني هاشم وهكذا كان. وهذا عمر قد حقق كل آماله في عهد أبي بكر له وقد نفذ ما أراد. أما سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقد منع تدوينها وأدخل ما شاء من آراءه واجتهاداته وبدأ الآن في الدور الثاني من خلافته لضرب النصوص وتبديلها في الوهلة الأولى سرا وأخيرا أخذ يجاهر بتغيير النصوص كما مر في كثير من الموارد فلم يجد أمام استبداده من يفوه بكلمة بعد أن أحكم حكمه بمد أعوانه وتسليطهم في الغرب والشرق لكنه لم يبلغ المرحلة التي يشبع بها كل أمانيه فهو لا يريد بقاء ذكر من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في سنته وآله صلوات الله عليهم أجمعين وها قد داهمه الأجل المحتوم ورغم ما كان يجده من حب الصحابة البررة لعلي عليه السلام وآله صلوات الله عليهم أجمعين وما كان يجده فيهم من القول الصائب والإخلاص في جميع المواقف رغم سلبهم حقوقهم
(٢٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 279 280 281 282 283 284 285 286 287 288 289 ... » »»