شرح القصيدة الرائية ، تتمة التترية - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ١٧٦
وهذا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وتبرأه من عمل خالد أمام الصحابة ومنهم أبو بكر وعمر وبعده ماذا راجع أعمال خالد فيما مر وكتاب أبو بكر وشهادته بالمجازر التي عملها خالد دون أن يتبرأ من عمله بل ينصب هذا الجبار واليا على رقاب المسلمين ويتخذ من أبناء أبي سفيان قوادا وولاة ومن أمثالهم وحوله الصحابة البررة من المهاجرين والأنصار وعلمائهم وأتقيائهم. ومن هو إشجع وأتقى وأعلم وأبر من يزيد ابن أبي سفيان ومعاوية وخالد ورب قائل إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم استعمل خالد لكن الجواب أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم استعمله على أحياء وقبائل لما تسلم بعد ولم يأمره بالقتل وعزله وتبرأ من عمله فأين هذا وقتل المسلمين والصحابة الذين وثق بهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حياته أمثال مالك ابن نويرة.
استبداده قال تعالى في الآية 38 من سورة الشورى:
(والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون).
يظهر أن عمرا نصب أبا بكر خليفة وأن أبا بكر وجد في عمر بغيته المنشودة فاتخذه خليلا ووثق الواحد بالآخر فهما من حيث الهدف لم يختلفا وما وجدناه أحيانا من اختلاف خلال خلافة أبي بكر إنما هي مصالح اشتركا بها لم تؤثر على الهدف الأصلي وهو مركز الخلافة فإذا قال عمر أن بيعة أبي بكر فلتة، وإذا قال في إصرار أبو بكر على عدم حد خالد ابن الوليد عما ثبت له أنه قتل مسلمين (1) وزنا
(١٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 ... » »»